"مناظرات قطر".. دفاعًا عن اللغة العربية

19 مايو 2017
(إدريس ماربو)
+ الخط -

 

تلقيت دعوة من مدرستي التونسية في الدوحة للمشاركة في تظاهرة عنوانها "مناظرات قطر"، وكنت واحدة من المتناظرات في هذه البطولة الوطنية، الخاصّة بمناظرات المدارس الإعدادية باللغة العربية لعام 2017.

المنافسة تتناول قضايا اجتماعية واقتصادية وسياسية راهنة، تهدف إلى تأسيس ونشر علم المناظرة والحوار باللغة العربية، وتشجّع الطلبة على ممارسة التفكير الناقد، لم أفهم في البداية قيمة هذه المناظرة، ولكن فضولي ورغبتي في التعرّف إلى أشياء جديدة دفعاني للمشاركة واكتشاف ما هو مخبأ وراء هذه التجربة.

قبل المناظرة بأسابيع، استعددنا كأحسن ما يكون مع السيد حسين بلواعر الذي خصص جانبًا كبيرًا من وقته لمساعدتنا، وجاء اليوم الذي طالما انتظرناه، استيقظت باكرًا وكلي حماس واندفاع. وصلنا إلى المكان الموعود، فاجأتنا التحضيرات وحسن التنظيم. رحّب بنا أعضاء المؤسّسة وجلسنا إلى طاولات استعدادًا إلى خوض التجربة.

كان هناك ما يقارب مائة طالبة جئن ليتنافسن، لكن في حقيقة الأمر جمعت بينهن اللغة العربية التي يعشقنها، وسكنت قلوبهن، واختزلت كل المسافات، كل شيء كان قد ضبط ودقّق حتى في أصغر التفاصيل، وكأنّهن تسلّلن إلى أفكار كل المشاركات للإجابة عن كل أسئلتهن.

انطلقت المباريات وبدأنا نتجادل ونتحاجج باللغة العربية، وما أثمن هذه الفرصة التي اكتشفت فيها قيمة اللغة العربية وثراءها، كان الجو مفعمًا بروح التنافس، والمشجّعون واقفين وراءنا يدفعوننا نحو الأمام.

وبقطع النظر عن النتائج، فإن أكبر ربح حققناه هو إحياء مجد اللغة العربية وتأكيد عراقتها وما تحتويه طيّاتها من معانٍ مميزة وثمينة. إضافة إلى ذلك تعرّفت إلى العديد من الأشخاص وكانت فرصة لأقيم علاقات صداقة جديدة مع العديد من الجاليات والثقافات، سعيًا لتبادل الأفكار وتلاقحها.

المساهمون