"موزاييك المضيق" والمدن العتيقة: سؤال التراث اللامادي

29 ابريل 2018
فريد بلكاهية/ المغرب
+ الخط -

يتواصل مهرجان "موزاييك المضيق" حتى غد الإثنين، بمشاركة فرق موسيقية من إسبانيا، وبلغاريا، وغينيا، ومقدونيا، وإيطاليا، بعد أن تزامن انطلاقه مع جلسات "المنتدى الدولي للمدن العتيقة" في المضيق، شمال المغرب.

هذه هي الدورة الأولى من التظاهرة التي تسعى إلى تعزيز المشهد الثقافي والفني في مدينتي المضيق ومرتيل، وتهتم بشكل خاص بـ التراث اللامادي المشترك بين ضفتي المتوسط الشمالية والجنوبية، والتي تتضمن مختلف التعبيرات الثقافية من غناء وأزياء وفلكلور وعادات وطعام وغيرها.

من المشاركين في التظاهرة "إيقاعات عالمية سامبالاراتشي" و"الطقطوقة الجبلية" من المغرب، وفرق فلامنكو وفلكلور إسباني جبلي، وفرق إيقاعات طبول أفريقية، ومجموعات فولكلور بلغاري، وعروض أوبرا كلاسيكية من مقدونيا وإيطاليا.

من جهة أخرى، اختتمت صباح اليوم الدورة السادسة لـ "المنتدى الدولي للمدن العتيقة وتنمية التراث"، تحت شعار "المضيق ملتقى الحضارات: التراث اللامادي، إحياء، حماية وتثمين مستدام"، والتي أقيمت بتنظيم من "الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة وتنمية التراث" وبحضور قرابة 500 باحث وأكاديمي ورؤساء بلديات من 22 بلد من بينها فلسطين ومصر ولبنان وتونس وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال.

اقتربت مداخلات الباحثين من ثلاثة محاور هي "التراث اللامادي: الدعم المؤسساتي للحماية والتثمين"، و"التراث اللامادي وأهداف التنمية المستدامة"، و"التراث اللامادي: البحث عن التصنيف والتثمين".

خلصت الأوراق إلى عدة توصيات من أبرزها ضرورة الحفاظ على التراث اللامادي باعتباره رافعة للتنمية، وضرورة الالتفات إلى المدن الساحلية البعيدة عن مركز الاهتمام مثل المضيق وتطوان ومرتيل.

واعتبرت المداخلات أن التراث اللامادي يكسر العلاقة الزمنيّة الثلاثيّة الأبعاد بين الماضي والحاضر والمستقبل خاصّة من الناحية القيميّة، ويساهم في الانطلاق إلى الآخر من قاعدة معرفيّة للذات الثقافيّة غير ثابتة.

من هنا فأهمية العلاقة بين التراث اللامادي والواقع العولمي اليوم تأتي من أهميّة تثبيت الذات الثقافيّة الفرديّة والجماعيّة العابرة للمكان والزمان، وتعزيز الوعي بأهميّة الإرث الثقافي غير المادي وعلاقته الوجوديّة بالهويّة الخاصّة لكل مجتمع. ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بيوميات المجتمعات وطرائق انفعالاتهم وسلوكياتهم وأساليب التفكير والتحاليل والمقاربات والتلاقي والتحديات والمشاركة.

المساهمون