أرسنال-مانشستر..فن القضاء على خصمك في أقل من 20 دقيقة

05 أكتوبر 2015
+ الخط -

انتصر أرسنال في قمة الأسبوع من البريمييرليغ، وخسر اليونايتد كل شيء، في مباراة تسيّدها الفريق اللندني من البداية حتى النهاية، في عرض من جانب واحد، مع مانشيت صريح غير قابل للتأويل، "النجاح في ذبح خصمك خلال عشرين دقيقة فقط"، هكذا سارت الأمور في ملعب الإمارات بين فريقين تبادلا السيطرة على الأجواء البريطانية في حقبة التسعينات، ويحاولان مرة أخرى استعادة الأمجاد هذا العام.

الضرب بالأطراف
حينما تريد الابتعاد عن كماشة الضغط، عليك التفكير سريعاً في التمريرة البعيدة إلى اللاعب الحر، لأنه يمتاز بقدرة أكبر على التحرك في المساحات الشاسعة أسفل الأطراف، بالإضافة إلى تجنّب المرتدات نتيجة وضع الضغط على لاعبي المنافس في مناطقه. ويجب أن تقترن التمريرة بتحرك سريع خاطف خلف الدفاعات، من أجل مباغتة الخصم قبل عودته إلى مناطقه للحماية.

وفي قمة الإمارات، لعب لويس فان جال بطريقة أقرب إلى 4-2-3-1 مع ثنائية المحور عن طريق شفاينشتايغر وكاريك، بالإضافة إلى اختياره استراتيجية الدفاع المتقدم بعيداً عن مرماه، لكن يبدو أن حسابات الهولندي خدمت أرسين فينغر بشكل مباشر، لأن الفرنسي لعب على تحركات اللاعب الحر خلف "أظهرة" اليونايتد، ونجحت الطريقة في أكثر من مناسبة.

تزيد المساحات بين أظهرة اليونايتد ولاعبي الأجنحة، لذلك واجه كلٌ من أشلي يونج ودراميان ضغطاً مضاعفاً عن طريق ثنائية الهجوم بواسطة دراميان، رامسي على اليمين، مع مونريال، سانشيز على اليسار، لكن المفاجأة جاءت مع تحركات اللاعب الثالث، أوزيل، حينما يميل إلى اليمين بعيداً عن الرقابة، ووالكوت عندما يعود إلى اليسار قليلا بالتبادل مع سانشيز، فوضع المدفعجية أيديهم على المباراة من البداية.

الثنائي المنسي
حصل سانشيز وأوزيل على كل عبارات الثناء بعد مباراة القمة، فاللاتيني يعيش أجمل أيامه الكروية، والألماني يستعيد مستواه القديم مع الوقت، لكن بدون كل من سانتي كازورلا وثيو والكوت لما انتهت المباراة بهذه السهولة، نظراً للدور التكتيكي البارز الذي لعبه الثنائي، خصوصاً خلال الشوط الأول.

رقمياً، قام لاعبو اليونايتد بعمل 5 مراوغات صحيحة في الشوط الأول، بينما قام الإسباني بعمل 6 مراوغات منفرداً، ونجح في تقديم نفسه كهمزة وصل بين خطوط أرسنال، خصوصاً مع ضعف زميله كوكلين بالكرة، لذلك عاد كازورلا كثيرا للوسط وحصل على دور صانع اللعب المتأخر، الذي يحصل على الكرة، يحتفظ بها ويُخرجها بكل سلاسة وأريحية من الخلف إلى الأمام.

بينما والكوت هو النجم المثالي لاختراق الدفاعات المتقدمة، بعد رهان فان جال على رباعي دفاعي يحاول الضغط المبكر، مع ثنائي محوري بطيء بالكرة ومن دونها، وبالتالي حصل الإنجليزي على معظم الكرات أمام المرمى، نتيجه قطعه المستمر من المنتصف إلى داخل منطقة الجزاء.

التنظيم الدفاعي
لم يفز أرسنال على الصعيد الهجومي فقط، بل تفوّق بامتياز في الناحية الدفاعية، من خلال تمركز مثالي يعتبر جديداً نوعاً ما على تكتيك الفرنسي أرسين فينغر، فأصحاب الأرض لعبوا بخطة متوازنة كلما حصل اليونايتد على الكرة، من خلال عودة أرون رامسي إلى الوسط، وتشكيله ثلاثية الارتكاز برفقة كازورلا وكوكلين.

الويلزي لاعب وسط من الأساس، لكن بسبب تحركه المستمر، يلجأ إليه مدربه من أجل تغطية الأماكن المزودجة داخل الملعب، نصف جناح عند الهجوم ونصف ارتكاز في الدفاع. أما والكوت فترك مكانه في قلب الهجوم ليغلق أنصاف المسافات على اليمين بعد عودة رامسي إلى المنتصف، أما مسعود أوزيل فحصل على دور الريادة في العمق، لغلق مختلف زوايا التمرير أمام دفاع مانشستر، بالتعاون مع سانشيز على اليسار.

كرة القدم لعبة متغيّرة، الثبات الأقرب إلى الجمود مصطلح غير قابل للترجمة في قاموسها، لذلك دفع الشياطين الحمر ثمن إصرار مدربهم على اللعب الرديء خلال الفترة الأخيرة، بينما يظل أرسنال حالة كروية فريدة من نوعها، أيام في أسفل القاع، ويوم من العمر في القمة كل فترة، في انتظار مزيد من التشويق في المباريات القادمة.

اقرأ أيضا..
بالفيديو..جماهير مغربية تتضامن مع فلسطين بـ"تيفو العلم"

المساهمون