إسرائيل تمنّي النفس بفصل جديد في العلاقات مع الهند

إسرائيل تمنّي النفس بفصل جديد في العلاقات مع الهند

20 مايو 2014
من افتتاح القنصلية الاسرائيلية في مومباي العام الماضي (أرشيف/Getty)
+ الخط -
لا تترك الدولة العبرية فرصة أو مناسبة لاقتحام دول ومناطق جديدة، كانت محسوبة على العالم العربي والقضية الفلسطينية. وبادرت دولة الاحتلال، ولا تزال، للبحث عن موطئ قدم لها في أي بقعة من الأرض، تتبعها بسياسات لتعزيز وجودها. وتنطبق هذه القاعدة، التي طبقتها إسرائيل سابقاً في دول أفريقيا، على الهند بتاريخها ومكانتها وتأثيرها الدولي والإقليمي.

وشكل فوز "الحزب القومي الهندوسي"، اليميني المتطرف، بقيادة ناريندا مودي، فرصة ذهبية لإسرائيل لتعزيز حضورها في الهند، ليس في مجال التعاون الاقتصادي والعسكري بين الطرفين فحسب، وإنما أيضاً وأساساً، في المجال السياسي، بهدف تغيير الخط التقليدي للهند، الداعم بشكل ثابت منذ أيام جواهر لال نهرو للمطالب الفلسطينية والحقوق العربية.

وبحسب تقرير خاص لصحيفة "معاريف"، نشرته على موقعها الالكتروني، يوم الاثنين، فإن توجهات الزعيم الجديد الفائز في الانتخابات، "تبشر بتغيير كبير في السياسة الخارجية الهندية، وتحمل بذور السياسة المزدوجة للهند"، التي قامت على دعم القضايا العربية سياسياً، وتعزيز التعاون الاقتصادي مع إسرائيل، وخصوصاً في قطاع تسليح القوات الهندية وتدريبها.

وبحسب "معاريف"، فإن فوز مودي، الذي حظي برد فعل أميركي بارد، لا بد أنه رسم ابتسامة سرور حقيقية على شفتي رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، فهو انتصار يدلل على انتصار اليمين في إقليم جديد، سيكون له تبعات وتداعيات سياسية بالضرورة. ولفت الموقع إلى أن مستشار الأمن القومي السابق عن الحزب "الهندوسي القومي"، كان قد عرض، قبل عقد من الزمن، إبرام تحالف ثلاثي بين إسرائيل والهند والولايات المتحدة.

وتوقعت الصحيفة أن يدفع مودي باتجاه تحسين وتعزيز العلاقات مع إسرائيل، "وإذا توفر له الظهير الحزبي المناسب فسيوقف اللهجة المزدوجة للسياسة الهندية: إدانة شديدة إعلامياً لإسرائيل، ودعم للفلسطينيين من جهة، وتعاون أمني واقتصادي ممتاز مع إسرائيل من جهة ثانية. 

وإذ تشير "معاريف" إلى أن الخاسر في الانتخابات الهندية هم المسلمون والشيوعيون، فإنها ترى أنه سيكون مثيراً معرفة نمط تصويت الهند الجديدة في الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية، في كل ما يتعلق بإسرائيل، وخصوصاً أن الحنكة السياسية تتطلب مواصلة الخط الحالي الداعم للفلسطينيين إعلامياً، مع إدانات خفيفة اللهجة لإسرائيل، ومواصلة استثمار مليارات الدولارات في الصفقات التجارية مع الدولة العبرية، التي باتت المزود العسكري الرئيسي للهند بالسلاح المتطور.

كما يرتبط الموقف المتوقَّع من الهند، وفق "معاريف"، بسوق العمل الهندي القائم على العلاقات الممتازة لنيودلهي مع دول الخليج، "والتي لا ترغب بلهجة وخطاب هندي مغاير". غير أن مودي الذي أدار معركة انتخابية تصفها الصحيفة الإسرائيلية بأنها كانت "شجاعة وفظة"، قادر على رمي هذه الحسابات في القمامة، "فهو يبدي تأييداً لإسرائيل، وكان أول رئيس حكومة هندي يزورها".

في المقابل، تشير الصحيفة إلى الحيرة والإرباك في العالم العربي من فوز مودي وحزبه، وخصوصاً بفعل التاريخ السياسي للهند والعلاقة المميزة التي جمعت نهرو بالرئيس المصري الأسبق، جمال عبد الناصر، حينما أسسا، مع جوزيف تيتو، "كتلة عدم الانحياز"، في أوج الحرب الباردة. كما يرتبط ذلك بحقيقة دعم العرب للهند وليس للباكستان في الصراع بين البلدين، حول مقاطعة كشمير مقابل التأسيس لنظام علماني تعددي كفل المساواة للمسلمين في الهند.

ووفقاً للصحيفة فإنه لولا ضعف الدول العربية، لكان تقارُب مودي مع إسرائيل، سيكون محفوفاً بالمخاطر، ويُعتبر مجازفة من شأنها إثارة رد فعل عربي، وعليه، فإن الاعتبارات الرئيسية عند مودي ستكون تحسين علاقاته الاقتصادية والسياسية مع العربية السعودية وإمارات النفط.

وبحسب "معاريف" فإن التقارب بين الهند وإسرائيل لن يعتبر في العواصم العربية مجرد خطوة براغماتية وعملية، كالتي أقدم عليها في حينه زعماء حزب الكونغرس، وإنما كتحالف معاد للإسلام.

دلالات