وعلت أصوات النواب في البرلمان الإيراني، خلال جلسة اليوم الأربعاء العلنية، إذ ردد النواب شعار "الموت لإسرائيل". وقال رئيس مجلس الشورى الإسلامي، علي لاريجاني، إن "خطاب نتنياهو كان استعراضاً سياسياً مضحكاً، يثبت أن توجهه للكونغرس يعني دعم أميركا كدولة عظمى لكيان غير مشروع يحاول تحقيق أهدافه الخاصة"، مستغرباً تقبل البعض في أميركا لهذا الخطاب والتصفيق له.
ووصف لاريجاني، خلال كلمته، تصريحات نتنياهو بـ"المضطربة والكاذبة"، معتبراً أن "إسرائيل تعمل على خلق الرعب من إيران وشيطنتها، فطهران لا تريد أن تشكل إمبراطورية في الشرق الأوسط بل إنها تدعم الشعوب ضد الحكام الطغاة وضد الكيان الصهيوني وتقف مع فصائل المقاومة كحماس وحزب الله، وهو ما يبعث على قلق هذا الكيان الذي يتلاشى مع مرور الوقت".
كما اعتبر لاريجاني، أن الخطاب يدل على ضعف إسرائيل وانهيارها من الداخل، قائلاً إنّه "لو كان لدى الطرف الإسرائيلي القدرة على شن هجوم عسكري ضد إيران، فعلى الكونغرس الأميركي أن ينتظر استقبال ابنهم المتبنى على كرسي متحرك، فإسرائيل غير قادرة على ضرب إيران، وإن تجرأت على القيام بهذه الخطوة فالقوات المسلحة الإيرانية لن تتردد في الدفاع عن نفسها". بحسب قوله.
وقال أيضاً، إنّه "من الغريب أن يبدي نتنياهو قلقه من تطوير سلاح نووي إيراني حتى لو تم التوصل لاتفاق، في وقت تمتلك فيه بلاده مئات الرؤوس الصاروخية النووية".
أمّا في ما يتعلق بالمفاوضات النووية مع أميركا وبقية دول (5+1)، اعتبر لاريجاني أن "التصريحات الأميركية المتشددة أحياناً إزاء إيران، والتي تطالب البلاد بتنازلات تأتي للضغط على طهران خلال هذه المرحلة".
وأضاف أن "الطرف الأميركي يعلم أنه هو من طلب التفاوض بداية"، حيث أشار إلى أن واشنطن طلبت من الوسيط العماني إيصال رسالة لطهران للجلوس لطاولة الحوار قبل سنوات، وتم تفعيل هذا الأمر بعد تولي الرئيس حسن روحاني سدة الرئاسة.
وأوضح أن "بلاده دخلت إلى المفاوضات بجدية، والأطراف المقابلة لها تدرك هذا الأمر"، معتبراً أن الوفد المفاوض يحظى بالدعم اللازم، ومشيراً إلى أنه "إذا ما كان للبعض في الداخل تحفظات معينة إزاء أداء المفاوضين الإيرانيين فهذا بهدف حفظ حقوق البلاد".
ولفت رئيس مجلس الشورى الإسلامي، إلى أنه "من غير المنصف تشبيه الانتقادات الداخلية بتصريحات الكيان الصهيوني"، قاصداً بهذا الكلام تصريحات رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، أكبر هاشمي رفسنجاني، الذي قال أمس إن تصريحات بعض المنتقدين في الداخل "تتناغم وتصريحات نتنياهو".
في سياق المفاوضات النووية أيضاً، قالت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، في مؤتمرها الصحافي، إن "المحادثات في مونترو تجري بشكل مكثف"، مؤكدة أن "الكل يسعون لتهيئة الأرضية المناسبة للتوصل لاتفاق".
وفي هذا الصدد، اعتبرت أفخم أنه من المبكر الحكم على المفاوضات، قائلة إنه ما زال هناك وقت حيث يتوجب على الكل التوصل لاتفاق أواخر يونيو/حزيران المقبل.
وأشارت أفخم، إلى أن "بلادها تصر على إلغاء العقوبات بالكامل"، قائلة إن "المحادثات ستستمر حتى التوصل لحل"، مضيفةً أن إيران والأطراف المقابلة لها طرحوا مقترحات جديدة، فضلت عدم الكشف عنها في الوقت الحالي.
لكنّها أكّدت، في المقابل، أن "التفاوض يدور حول كل القضايا كتخصيب اليورانيوم وعدد أجهزة الطرد المركزي، فضلاً عن عدد من المواضيع السياسية المتعلقة بالنووي"، قائلة إن "الاتفاق لن يوقع ما لم يتم التوافق حول كل النقاط"، موضحةً أنه "سيكون اتفاقاً من مرحلة واحدة".
اقرأ أيضاً: توقعات إيرانية بتوقيع اتفاق نووي وانتقادات لمتشدّدي الداخل