اختراق وكالة الأنباء يثير اللغط داخل الكويت

09 يناير 2020
نشرت تصريحات مفبركة لوزير الدفاع (لقطة الشاشة)
+ الخط -
تسبّب اختراق وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) على "تويتر"، أمس الأربعاء، وبث أخبار مغلوطة على لسان وزير الدفاع الكويتي الشيخ أحمد المنصور الصباح حول انسحاب القوات الأميركية من البلاد، بجدلٍ واسع في الكويت.

وفوجئ الكويتيون بتغريدتين بثتهما وكالة الأنباء الكويتية (كونا) على حسابها في موقع "تويتر"، نسبت فيهما تصريحات لوزير الدفاع الكويتي مفادها: "تلقينا رسالة من قائد القوات الأميركية في الكويت تفيد بأنّ الولايات المتحدة ستسحب قواتها في غضون الأيام الثلاثة المقبلة من معسكر عريفجان".

وأضافت الوكالة في الخبر الذي تبين أنه ملفق على لسان وزير الدفاع: "قرار الانسحاب كان مفاجئاً، ونحن على تواصل مع وزارة الدفاع الأميركية والقيادة المركزية للجيش الأميركي في المنطقة".

وتسبب الخبر في حدوث بلبلة داخل الكويت، حيث تبادل الكويتيون الرسائل لمعرفة صحة الخبر، وخصوصاً أنه صدر من الوكالة الرسمية، فيما سارعت القيادة السياسية للاتصال بوزير الدفاع والتأكد من صحة التصريحات.

ونقلت وكالات الأنباء العالمية الخبر فور صدوره، قبل أن يسارع الناطق الرسمي باسم الحكومة الكويتية طارق المرزم إلى نفيه وتأكيد اختراق وكالة الأنباء الكويتية، مشدداً على أنّ الحكومة ستحاسب المخترقين.

وشكل وزير الإعلام الكويتي محمد الجبري "لجنة محايدة" للتحقيق في اختراق وكالة الأنباء، خصوصاً مع وجود أخبار تفيد بأن الوكالة تعرضت للاختراق عدة مرات، منذ اغتيال قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، بغارة أميركية قرب مطار بغداد، يوم الجمعة الماضي.

ونشرت وكالة "كونا" بعد مقتل سليماني، تقريراً قالت فيه إنّ مقتله "صب الزيت على نار التوترات في المنطقة"، لكنها قامت بحذفه بعد ساعات من نشره، بسبب انتقاد الكويتيين للتقرير ووصفهم إياه بـ"المنحاز". وتسبب التقرير المحذوف في ارتباك داخل الوكالة، وسط أنباء عن قرار شفوي لكافة المحررين بعدم "الاجتهاد" في كتابة أي تقرير دون الرجوع إلى الإدارة.


وقال مصدر من داخل وكالة "كونا"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "التقييمات الأولية تشير إلى وجود اختراق تقني كبير تعرضت له وكالة الأنباء الكويتية، منذ أيام، وإنّ إدارة الوكالة تحاول جاهدة السيطرة على الأمور، لكن نشر الخبر المزور على موقع تويتر أدى إلى فوضى كبيرة".

وأضاف المصدر أنّ "كافة المؤشرات تقول إن هناك جهازاً إلكترونياً خاصاً بالوكالة، استولى المخترقون عليه وقاموا بتسييره عن بعد وتسريب معلومات الوكالة، ومعرفة كافة الأرقام والأسماء السرية منه، وهو ما ستخرج به لجنة التحقيق قريباً".

وبحسب عاملين داخل وكالة الأنباء الكويتية، فإنّ إدارة الوكالة التي تعد إحدى أعرق وكالات الأنباء في المنطقة منذ تأسيسها عام 1956، قررت تشكيل لجنة مراقبة لكافة الأخبار المتعلقة بالتوترات في المنطقة قبل نشرها.

وأكد المصدر الذي يعمل في منصب رفيع داخل الوكالة، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الحكومة ستتدخل بقوة في عمل الوكالة خلال الأيام القادمة، وذلك لأنها تعي خطورة نشر أخبار مزيفة في وكالة رسمية". وأضاف: "دعونا نتذكر أنها كانت حجة كبيرة استخدمتها مجموعة دول لحصار دولة أخرى قبل عامين".

وقال خبير ومسؤول أمني تقني كويتي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الهجوم تم من داخل الكويت بحسب المعلومات الأولية، وهو هجوم يمكن تصنيفه بأنه ذو مستوى متوسط". وأضاف الخبير التقني أنّ "هذا الاختراق قد يكون مقدمة لهجوم سيبراني على الكويت، وعلى البنية التحتية التقنية فيها قريباً".

من جانبه، اعتبر عضو البرلمان الكويتي عبد الله الكندري، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "ما حدث في وكالة الأنباء، خلال هذا الأسبوع، كان في قمة الفوضى، سواء من ناحية نشر التقرير الذي مجّد قاسم سليماني، أو من خلال اختراق حساب الوكالة على موقع تويتر، وأدعو وزير الإعلام إلى اتخاذ إجراءات جادة بحق من ارتكب الأخطاء المهنية الكارثية، وتهاون في حماية الإعلام الرسمي للدولة".

وقال الصحافي الكويتي أحمد سالم إنّ حادثة الاختراق التي حدثت لوكالة الأنباء الكويتية ونشر تصريحات غير صحيحة على حسابها في موقع تويتر تعيد إلى الأذهان حادثة اختراق وكالة الأنباء القطرية (قنا) في مايو/ أيار عام 2017، مؤكداً أنّ الحادثتين "كانتا بالأساليب نفسها عبر الاختراق ونشر الأكاذيب".

المساهمون