تجددت الاشتباكات شمال بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، بين مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) وقوات "الجيش الوطني السوري" المدعومة من تركيا، فيما حلقت مروحيات روسية في سماء المدينة.
وقالت مصادر محلية إن "الاشتباكات تدور على محور قرية شركراك وصوامعها، حيث تحاول قوات الجيش الوطني السيطرة على الصوامع وقطع الطريق الدولي هناك. وترافقت الاشتباكات مع قصف متبادل، إضافة إلى استهداف طائرات مسيرة تركية لمحاور القتال، ومعلومات عن مزيد من الخسائر البشرية بين الطرفين".
وقد حلقت طائرات مروحية روسية في سماء المنطقة، فيما استقدمت القوات الروسية المزيد من التعزيزات نحو القواعد العسكرية الجديدة لها شمال وشمال شرقي سورية، ومنها قاعدة عين عيسى، حيث وصلت أمس الأربعاء نحو 40 شاحنة إلى هذه القاعدة والتي كانت قاعدة تابعة للتحالف الدولي، قبل أن تسيطر عليها القوات الروسية بعد انسحاب الأولى منها.
من جهة أخرى، جرى تبادل لإطلاق النار بين قوات النظام من جهة، ومليشيا "قسد" من جهة أخرى بحسب شبكة "دير الزور 24" المحلية، التي أوضحت أن الاشتباكات جرت بين قوات النظام المتمركزة في بلدة خشام و"قسد" المتمركزة في قرية جديدة عكيدات شرق دير الزور، دون تفاصيل عن أسبابها.
يأتي ذلك بعد نحو أسبوعين من اندلاع اشتباكات مماثلة عقب استهداف قوات النظام بقذيفة مدفعية إحدى النقاط العسكرية لـ"قسد" في القرية، وبقذيفتي مدفعية أحياء الباغوز على الطرف المقابل من نهر الفرات، حيث ردت وقتها قوات التحالف الدولي المتمركزة في حقل كونيكو القريب، بقصف موقع لقوات النظام.
وفي بيان لها، قالت "قسد" إن القوات التركية، والفصائل الموالية لها استهدفت قرى تل تمر، فيما دارت اشتباكات في محيط بلدة أبو راسين، ما أدى إلى مقتل عدد من عناصر الفصائل بحسب البيان الذي أشار إلى أن الفصائل مدعومة بالدبابات التركية هاجمت منطقة الناصرية مما أدى لنشوب معارك قوية قتل خلالها 6 من عناصر الفصائل، مجملة عدد قتلى الفصائل بـ27 عنصراً مقابل مقتل 14 من عناصر "قسد" وإصابة 13 آخرين.
إلى ذلك، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، إن قوات "قسد" لم تنسحب من "المنطقة الآمنة" شمال شرقي سورية رغم الاتفاق مع واشنطن وموسكو على ذلك.
وأضاف "أردوغان" خلال مؤتمر صحافي في العاصمة أنقرة أن "التنظيمات الإرهابية تواصل خروقاتها في المنطقة الآمنة شمالي سورية"، في إشارة إلى "قسد"، لافتاً إلى أنه لا يمكن السكوت عن اعتداءاتها على الجنود الأتراك.
من جهة أخرى، نفى مسؤول رفيع في الخارجية الأميركية تلقي الوزارة أي تعليمات من البيت الأبيض بشأن حقول نفطية في شمال شرقي سورية، مشيراً إلى أن النفط المستخرج هناك تستغله السلطات المحلية.
وقال المسؤول للصحافيين في إفادة، شرط عدم الكشف عن هويته: "النفط تستغله السلطات المحلية لفائدة المجتمعات هناك. لم تصدر الإدارة لنا هنا في وزارة الخارجية توجيهات بشأن أي شيء يتعلق بحقول النفط"، التي تديرها حاليا "قسد"، الحليفة لواشنطن.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال الشهر الماضي إن شركات الطاقة الأميركية قد تشغل حقول النفط في شمال شرقي سورية، مما أثار انتقادات حادة من محامين وخبراء قالوا إن تلك الخطوة مشكوك في شرعيتها القانونية.