الاتحاد التونسي للشغل ينتخب قيادته الجديدة

26 يناير 2017
يمتلك الطبوبي خبرة نقابية كبيرة (Getty)
+ الخط -
اختتمت أعمال المؤتمر الثالث والعشرين للاتحاد العام التونسي للشغل بانتخاب مكتب تنفيذي جديد، وحافظ المكتب التنفيذي على أغلب وجوه المكتب المستقيل، بعدما نجحت القائمة الوفاقية في إقناع المؤتمرين بالتصويت لها، في انتظار الإعلان الرسمي عن نتيجة الانتخابات.

وينتظر أن يفرز المؤتمر أميناً عاماً جديداً، خلفاً لحسين العباسي، هو نور الدين الطبوبي، الذي شغل موقع أمين عام مساعد في المكتب السابق، بحسب ما أكدته قيادات كبيرة من المنظمة لـ"العربي الجديد".

وتؤكد نتائج المؤتمر، وانتخاب الطبوبي إجماع النقابيين على خيار الاستمرارية، وتأكيد نفس المسار الذي قاده العباسي طيلة السنوات الماضية، وتقترب الملامح النقابية وحتى الشخصية للطبوبي كثيراً من العباسي، فقد عُرف بهدوئه الكبير ورصانته، وميله إلى الإنصات والحوار، مع جدية كبيرة في التطرق إلى الملفات، وعدم ميله للظهور الإعلامي.

ولكن الأهم هو أن الطبوبي هو "صناعة المدرسة النقابية" بامتياز، لم تعرف له انتماءات سياسية، ولا مواقف أيديولوجية، ويُعتبر من أكثر العارفين بهياكل المنظمة، وقياداتها الوسطى وقواعدها في الجهات، وهو من أكثر المقربين منها باعتبار عمله سنوات في الإشراف على النظام الداخلي، وهو ما يجعل منه شخصية محايدة بالنظر إلى التيارات السياسية، التي يأتي منها أغلب النقابيين.

ومثل العباسي تقريباً، ينتمي الطبوبي إلى عائلة بسيطة من مدينة باجة شمال البلاد، تدرج في العمل النقابي من أسفل الهرم إلى قمته، وجاء من قطاع الفلاحة ممثلاً للنقابة الأساسية للحوم، ثم تدرج حتى وصل إلى قيادة المكتب الجهوي لتونس، ومنها إلى المكتب التنفيذي الوطني في المؤتمر قبل الأخير في طبرقة، ليصبح أميناً عاماً مساعداً مكلفاً بالنظام الداخلي.

ويربط كثيرون بين الطبوبي والحبيب عاشور، أحد القيادات التاريخية للاتحاد، الذي قاد المواجهة مع نظام بورقيبة في السبعينات، لانتمائهما إلى التيار النقابي المحافظ، الذي يُؤْمِن بالعمل النقابي أكثر من السياسي، ولقربهما من القواعد، وهو ما قاد إلى الإجماع حول هذه الشخصية المتوازنة.

وسيكون على الطبوبي ومكتبه الجديد أن يحمل وزر نجاحات تاريخية حققها المكتب المستقيل، وستكون على طاولة القيادة الجديدة ملفات هامة تفرضها الظروف الاجتماعية والاقتصادية للبلاد، علاوة على ملفات سياسية هامة لن يكون بإمكان المنظمة أن تتجاهلها بعد أن انخرط الاتحاد في رهانات سياسية فُرضت عليه بحكم الأحداث المتتالية التي عاشتها تونس.

وينبغي التذكير، أن المؤتمر الثالث والعشرين للاتحاد أقر تنقيحات هامة على قانونه الأساسي، بعد انتظار سنوات طويلة، بهدف تحديث المنظمة وتأهيل تصرفها باتجاه مرونة أكبر، وفرض انتخاب المرأة في مختلف هياكله بداية من المؤتمر القادم، وقد شهدت الساعات الأخيرة قبل انطلاق الانتخابات انسحابات كثيرة لأسباب متعددة، من بينها المنافسة الكبيرة بين شخصيات نقابية معروفة.



المساهمون