في "مدينة العرفان"، أعرق وأقدم تجمع للجامعات والمعاهد في المغرب، بنايتان متقابلتان. على اليمين في اتجاه مقر وزارة الاتصال المغربية، بناية راقية، تضم أحدث الخدمات، يسكنها طلاب بكلفة إيجار شهرية تفوق الحد الأدنى للأجور في المغرب. وعلى الجهة المقابلة، ينتصب الحي الجامعي "السويسي"، ملجأ الطلبة الفقراء، الباحثين عن غرفة مشتركة لمواصلة التحصيل العلمي بعيداً عن مدنهم. وتتقاسم جل الدول العربية المشهد ذاته تماماً، حيث توجد فئة من الطلاب، مصاريفها في الشهر، تعادل قيمة منحة سنوية لفئة الطلاب الفقراء.
توجهت "العربي الجديد" بأسئلتها الى عدد من الطلاب في الدول العربية، وتبيّن أن غالبية طلاب الجامعات الفقراء يعيشون على المساعدات والمنح التي تقدم لهم. ولا تتجاوز المنحة الجامعية في المغرب 103 دولارات في ثلاثة أشهر، شريطة أن يكون دخل الأسرة الشهري أقل من الحد الأدنى للأجور. وتقدّر المنحة الجامعية في تونس ما بين 480 و500 دولار في الشهر، موجهة لأبناء الأسر التي يقل دخلها السنوي عن 2000 دولار بالإضافة إلى أبناء العاملين في قطاع التعليم. أما قيمة المنحة في الجزائر، فتبلغ 4000 دينار جزائري (قرابة 40 دولاراً) شهرياً، موجهة لجميع الطلبة. والحال بالنسبة للطلبة في مصر، أكثر بؤساً، حيث إن المساعدات النقدية التي كان يحصل عليها الطلبة، لم تكن تتجاوز قرابة 18 دولاراً في السنة، قبل أن تتوقف قبل ثلاث سنوات.
الطلاب الفقراء وطلاب الجامعات العامة
ويعيش الطلاب الفقراء على نفقات شهرية، رغم قلتها، تثقل كواهل أسرهم. ففي مصر، يوجد في كل أسرة طالبان على الأقل، بمصروف يومي ما بين 1.5 دولار و5 دولارات. مع الأخذ بالاعتبار أن كلفة الدراسة في الجامعات ارتفعت بنسبة 40% خلال سنة 2014. وتكلف المواصلات وشراء الكتب الطالب في مصر ما بين 290 و420 دولاراً سنوياً.
وتأتي مصاريف الطالب في تونس رغم انتمائه إلى الأسر الفقيرة غالية، وذلك بسبب كلفة الإقامة بالقرب من الجامعة، لأن القانون التونسي يفرض على الطالب البحث عن مسكن خارج الأحياء الجامعية العمومية، بعد سنة من استفادته منها بالنسبة للذكور، وسنتين بالنسبة للإناث، ما يرفع مصاريفه إلى حوالي 250 دولاراً في الشهر. وبالمقابل ينفق الطالب من أسرة فقيرة في الجزائر 30 دولاراً تقريبا في الشهر، مع استفادته من جميع متطلبات النقل والسكن والطعام مجاناً. وتصل مصاريف الطالب الأردني، مع احتساب رسوم التسجيل الجامعي داخل المؤسسات العامة إلى 2500 دولار سنوياً، و2900 دولار إذا كان الطالب يتابع دراسته داخل الجامعات والمعاهد الخاصة.
وعبّر العديد من الطلبة عن اضطرارهم للعمل، خاصة داخل الفنادق والمقاهي، وذلك لتوفير أقساط متابعة الدراسة، وعلى رأسها تكاليف النقل وشراء الكتب الباهظة الثمن. وقال الطالب المغربي، مراد بلاغ، إنه يعيش بأقل من 1.5 دولار يومياً، يغطي بها مصاريف الأكل والنقل وطباعة الدروس أحياناً.
طلاب الجامعات الخاصة
في المقابل، قالت سلوى، طالبة تقطن في "بيت المعرفة" داخل حي "العرفان" في المغرب، إن ثمن الايجار داخل هذا الحي الخاص يصل إلى 3000 درهم شهرياً (قرابة 350 دولاراً)، إضافة الى مصاريف يومية ما بين 18 و23 دولاراً على النقل والتغذية. وفي تونس تصل مصاريف الطالب من أسرة غنية إلى 500 دولار. أما في الجزائر فتتعدى شهرياً أكثر من 200 دولار.
وفي الأردن، فإن مصروف الطالب من الفئة نفسها، يلامس 2500 دولار سنوياً إذا كان يتابع دراسته في الجامعات العامة، ويقفز المبلغ إلى 5000 دولار سنوياً بالنسبة للمتابعين لدراستهم داخل الجامعات الخاصة.
وبالنسبة لطلاب العراق الميسورين، الذين يتابعون دراستهم داخل الجامعات الأهلية (الخاصة)، فقيمة مصاريفهم مجتمعة تقارب 1100 دولار شهرياً. ويصرف طلاب العائلات الميسورة والغنية في مصر ما بين 1200 و2000 جنيه شهرياً (ما بين 169 و280 دولاراً).
ورأى الأستاذ في جامعة الحسن الثاني في المغرب، محمد طارق، أن مظاهر الفوارق الاجتماعية بين الطالب من أسرة غنية والطالب من أسرة فقيرة في الدول العربية، تظهر بشكل جلي داخل الجامعات. حيث إن طلاب الأسر الغنية يأتون في سيارات فارهة، ويمارسون سلوكيات "باذخة"، كما توفر لهم أسرهم مسكناً خاصاً، وامكانية الوصول إلى المراجع داخل المكتبات الخاصة.
في حين، أضاف طارق، يصارع الطالب الفقير لحضور جميع المحاضرات، ويجد صعوبات في إيجاد وسيلة نقل إلى الجامعة. وشدد على أن تجاوز هذه الصور داخل الجامعات، يفرض إقرار منح جامعية محفّزة، وضمان ولوج متساوٍ وعادل إلى الأحياء الجامعية وتوفير النقل المجاني، للحد على الأقل من معاناة الطلبة الفقراء مع مصاريفهم، ومنحهم إمكانية صرف ما يحصلون عليه في أمور تساعدهم على التحصيل العلمي.
أرقام..
48 %: هو متوسط نسبة الرضا عن قطاع التعليم ومختلف خدماته في الدول العربية مجتمعة، وذلك حسب آخر تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
5,6 %: معدل الإنفاق على التعليم من الناتج المحلي في المملكة العربية السعودية، وهو أعلى من متوسط الإنفاق العالمي، وتصنف المملكة بين الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة.
الطلاب الفقراء وطلاب الجامعات العامة
ويعيش الطلاب الفقراء على نفقات شهرية، رغم قلتها، تثقل كواهل أسرهم. ففي مصر، يوجد في كل أسرة طالبان على الأقل، بمصروف يومي ما بين 1.5 دولار و5 دولارات. مع الأخذ بالاعتبار أن كلفة الدراسة في الجامعات ارتفعت بنسبة 40% خلال سنة 2014. وتكلف المواصلات وشراء الكتب الطالب في مصر ما بين 290 و420 دولاراً سنوياً.
وتأتي مصاريف الطالب في تونس رغم انتمائه إلى الأسر الفقيرة غالية، وذلك بسبب كلفة الإقامة بالقرب من الجامعة، لأن القانون التونسي يفرض على الطالب البحث عن مسكن خارج الأحياء الجامعية العمومية، بعد سنة من استفادته منها بالنسبة للذكور، وسنتين بالنسبة للإناث، ما يرفع مصاريفه إلى حوالي 250 دولاراً في الشهر. وبالمقابل ينفق الطالب من أسرة فقيرة في الجزائر 30 دولاراً تقريبا في الشهر، مع استفادته من جميع متطلبات النقل والسكن والطعام مجاناً. وتصل مصاريف الطالب الأردني، مع احتساب رسوم التسجيل الجامعي داخل المؤسسات العامة إلى 2500 دولار سنوياً، و2900 دولار إذا كان الطالب يتابع دراسته داخل الجامعات والمعاهد الخاصة.
وعبّر العديد من الطلبة عن اضطرارهم للعمل، خاصة داخل الفنادق والمقاهي، وذلك لتوفير أقساط متابعة الدراسة، وعلى رأسها تكاليف النقل وشراء الكتب الباهظة الثمن. وقال الطالب المغربي، مراد بلاغ، إنه يعيش بأقل من 1.5 دولار يومياً، يغطي بها مصاريف الأكل والنقل وطباعة الدروس أحياناً.
طلاب الجامعات الخاصة
في المقابل، قالت سلوى، طالبة تقطن في "بيت المعرفة" داخل حي "العرفان" في المغرب، إن ثمن الايجار داخل هذا الحي الخاص يصل إلى 3000 درهم شهرياً (قرابة 350 دولاراً)، إضافة الى مصاريف يومية ما بين 18 و23 دولاراً على النقل والتغذية. وفي تونس تصل مصاريف الطالب من أسرة غنية إلى 500 دولار. أما في الجزائر فتتعدى شهرياً أكثر من 200 دولار.
وفي الأردن، فإن مصروف الطالب من الفئة نفسها، يلامس 2500 دولار سنوياً إذا كان يتابع دراسته في الجامعات العامة، ويقفز المبلغ إلى 5000 دولار سنوياً بالنسبة للمتابعين لدراستهم داخل الجامعات الخاصة.
وبالنسبة لطلاب العراق الميسورين، الذين يتابعون دراستهم داخل الجامعات الأهلية (الخاصة)، فقيمة مصاريفهم مجتمعة تقارب 1100 دولار شهرياً. ويصرف طلاب العائلات الميسورة والغنية في مصر ما بين 1200 و2000 جنيه شهرياً (ما بين 169 و280 دولاراً).
ورأى الأستاذ في جامعة الحسن الثاني في المغرب، محمد طارق، أن مظاهر الفوارق الاجتماعية بين الطالب من أسرة غنية والطالب من أسرة فقيرة في الدول العربية، تظهر بشكل جلي داخل الجامعات. حيث إن طلاب الأسر الغنية يأتون في سيارات فارهة، ويمارسون سلوكيات "باذخة"، كما توفر لهم أسرهم مسكناً خاصاً، وامكانية الوصول إلى المراجع داخل المكتبات الخاصة.
في حين، أضاف طارق، يصارع الطالب الفقير لحضور جميع المحاضرات، ويجد صعوبات في إيجاد وسيلة نقل إلى الجامعة. وشدد على أن تجاوز هذه الصور داخل الجامعات، يفرض إقرار منح جامعية محفّزة، وضمان ولوج متساوٍ وعادل إلى الأحياء الجامعية وتوفير النقل المجاني، للحد على الأقل من معاناة الطلبة الفقراء مع مصاريفهم، ومنحهم إمكانية صرف ما يحصلون عليه في أمور تساعدهم على التحصيل العلمي.
أرقام..
48 %: هو متوسط نسبة الرضا عن قطاع التعليم ومختلف خدماته في الدول العربية مجتمعة، وذلك حسب آخر تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
5,6 %: معدل الإنفاق على التعليم من الناتج المحلي في المملكة العربية السعودية، وهو أعلى من متوسط الإنفاق العالمي، وتصنف المملكة بين الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة.