الرستن المحاصرة.. وفاة طفل و300 حالة طبية حرجة

الرستن المحاصرة.. وفاة طفل و300 حالة طبية حرجة

26 ابريل 2016
مدينة الرستن السورية (فرانس برس/GETTY)
+ الخط -
فقد أحد أطفال مدينة الرستن المحاصرة، في ريف حمص الشمالي، حياته من جراء عدم توفر الرعاية الصحية اللازمة، بعد عجز "الصليب الأحمر" عن إخراجه، نتيجة رفض قوات النظام إخراج الحالات الصحية من مناطق الحصار، مع العلم أن أكثر من 300 حالة في المدينة بحاجة إلى رعاية طبية خاصة.

وقال الناشط الإعلامي في مدينة الرستن، يعرب الدالي، لـ"العربي الجديد"، إن "عدد الحالات الصحية التي تحتاج إلى رعاية طبية خاصة في الرستن يزيد عن 300 حالة، في حين يوجد أكثر من 500 حالة بتر بحاجة إلى أطراف"، مبينا أن "خمسة أشخاص فقدوا حياتهم منذ بداية العام، لعدم توفر الرعاية الطبية اللازمة".

وأضاف "في الرستن أشخاص يعانون من أمراض مزمنة، ومنهم من يحتاج إلى غسيل كلى، لكن المنطقة لا يوجد فيها جهاز لغسيل الكلى، في حين تعهد الصليب الأحمر بإدخال جهاز ضمن قافلة تلبيسة مع المواد العلاجية الخاصة به، لتكفي مدة شهر أو شهرين، التي من المفترض وصولها غداً الأربعاء، يؤمن علاج مرضى تلبيسة والحولة والرستن وأريافها".

ولفت إلى أن "وفد الصليب الأحمر زار الرستن، يوم الخميس الماضي، ومستشفاها الميداني، واطلع على حالات عدة، منها الطفل غازي منصور، الذي كان يعاني يومها من مرض شديد في الصدر، لم يستطع الكادر الطبي المتواجد تقديم الرعاية الصحية المطلوبة له، بسبب النقص الشديد في الدواء والمعدات. ولكن وفد الصليب الأحمر الدولي اكتفى بالتقاط الصور مع الطفل وباقي الجرحى وغادروا المشفى، على أمل أن يتواصلوا مع النظام للعمل على إخراجهم من المدينة أو تقديم الرعاية الصحية اللازمة، إلا أن الطفل فارق الحياة عقب يومين من مغادرة الوفد".

وكان وفدان من "اللجنة الدولية للصليب الأحمر"، و"الهلال الأحمر العربي السوري" دخلا المدينة، يوم الخميس الماضي، برفقة شاحنات إغاثية محملة بالمواد الغذائية، هي الأولى للجنة منذ عام 2012.

ونقل الدالي عن رئيسة الوفد، ماجدة فليحي، قولها، خلال زيارتها للمدينة، عن إمكانية إخراج الحالات الصحية من أطفال ونساء، على أقل تقدير، إن الأمر صعب عليهم بسبب الحاجة إلى موافقات النظام السوري الأمنية، مضيفة "لا يسمح لنا بالعمل بمفردنا في سورية، ولا يسمح لنا بالإجلاء والإخلاء، والحالات تحتاج إلى ترتيبات وتجهيزات مسبقة"، متعهدة بأنهم "سيحاولون قدر الإمكان إخراج الحالات الحرجة إذا نجحوا في الحصول على الموافقات اللازمة من النظام".

وعن مدى رضا رئيسة الوفد عن عمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سورية، نقل الدالي عنها أنها "فخورة بما يقدمونه عندما ترى رفاقها يتنقلون من دمشق إلى إدلب، ومن حمص إلى كفريا والفوعة، ومن ريف حلب الغربي إلى الشرقي، وبمختلف المناطق السورية، ويقدمون مساعدات إنسانية للمحتاجين".

وقال الناشط "بعد أربعة أيام، عاد وفد الصليب الأحمر مجدداً إلى الرستن. حاولت الحديث مع أعضاء الوفد الذين التقوا الطفل والتقطوا معه الصور التذكارية، وأخبرتهم أنه توفي. وحتى رئيسة الوفد امتنعت عن التعليق على الأمر، وطالبت بإبعاد الصحافيين عن المكان".

وأضاف أن "الناشطين طالبوا مسؤول لجنة الهلال الأحمر- فرع حمص، بأن يسمح النظام لشعبة الرستن بأن تكون ممراً إنسانياً، ويسمح لسيارات الإسعاف بإخراج المرضى والجرحى إلى مشافي حمص أو حماه، وأن يسمح لنقاط الهلال الطبية بإدخال الأدوية والمعدات اللازمة للعلاج".