08 يوليو 2019
السيسي وخراب مصر
ماء العينين بوية (المغرب)
صَرَّحَتْ سنوات عبد الفتاح السيسي بكثير من الفشل، فصروحه المتناسلة ليست إلا أضغاث أحلام، لم يطلع بها حتى أسباب الاستقرار والأمن كما وعد، حين انقلب.
البطل الذي تبحر في تقمّص كلّ الزعامات، لم ينتج إلا نفسه، أكثر استبداداً من حسني مبارك وأقل كفاءة من محمد مرسي، والجنرال الذي أتعب إعلامه الناس بحكي الأساطير، دسائس ومؤامرات، آخرها غيابه عن القمة العربية في نواكشوط بسبب محاولة اغتيال، لم يصدّقه أحد، فلا نواكشوط أكدت ولا نفت، بل لربما كان التجاهل سيد الموقف، فمن سيغتاله؟ كان عدد من القادة لم تستهدفهم داعش وهم أعدائها؟ وكان أحمد أبو الغيط وكان سامح شكري، فلم لم يقنصهما التنظيم الدولي بدل السيسي؟
الجديد في قصص السيسي عزمه النأي بنفسه عن انتخابات 2018، وباقي القصة عريضة شعبية تطالبه بالترشح مرة ثانية، ولربما تتلوها ثالثة ورابعة، شيء من الماضي يعاد اجتراره، من يؤلف حكايا السيسي؟
الحقيقة التي صدق فيها الرجل، وهو يصك لنفسه حجة البقاء وذريعة لإسكات الصوت المعارض وشرعنة لمزيد من القوانين والإجراءات التي يمركز بها السلطة في يده بشكل أكثر من قبل، أن مصر تعيش وضعاً قاتماً، والحجة أنّها محاطة بأعداء يتربصون بها الدوائر. هذا ما يراه الإعلام البهلواني الذي حوّل كلّ فشل إلى مؤامرة، من دون أدنى تفكير، بأنّ الركض في طريق الفشل لن يوّرث إلا الخراب. هذا الإعلام إن كف عن التطبيل، ومارس دوراً نقدياً، ولو بحدود أدنى، لربما أشعر النظام ببعض من أخطائه، ودعاه إلى مراجعة نفسه، فالإقصاء والتهميش والحكم بشكل فردي، والإتكاء على عصبة من الجيش في تدبير دولة بشكل أحادي خاطئ، هو الفشل عينه، وهو سبيل الخراب.
الدولة في لحظة فارقة، بين ما تريده المعارضة وما يريده الشباب الثوري، وبين ما يريده النظام، وأخيراً ما يريده المواطن العادي المقهور، يوجد حل وسط، التجربة الموريتانية في فتح باب الحريات وقناة حوار مع المعارضة، بل واستقطاب جزء منها حيناً من الدهر، أكسبت نظام ولد محمد ولد عبد العزيز حالة من الإستقرار والشعبية المعقولة، على الرغم من أنه، وعلى شاكلة السيسي وأكثر، ربما يتوّجه إلى تعديل الدستور وزيادة فترة رئاسية ثالثة، مع ذلك ليس نظامه، وإن تشابه الجنرالان، بقمع وتغوّل وشدة النظام المصري في النيل من معارضيه وسجنهم، فهامش حرية التعبير في شنقيط كبير بالمقارنة مع مصر والمعارضة حرّة في تحركها وتظاهرها داخلياً وخارجياً.
التجربة التونسية أو المغربية في إدماج التيار الإسلامي كذلك، ومنحه فرص الحكم وإشراكهم في السلطة أعطت ثمارها في تجنب الدولتين الأثار السلبية للربيع العربي، ولرداته المضادة، فهل تعي الأطراف المصرية، وهل يعي النظام المصري الحاكم حجم الكارثة التي قد تحل بالبلاد، إن خربت؟
البطل الذي تبحر في تقمّص كلّ الزعامات، لم ينتج إلا نفسه، أكثر استبداداً من حسني مبارك وأقل كفاءة من محمد مرسي، والجنرال الذي أتعب إعلامه الناس بحكي الأساطير، دسائس ومؤامرات، آخرها غيابه عن القمة العربية في نواكشوط بسبب محاولة اغتيال، لم يصدّقه أحد، فلا نواكشوط أكدت ولا نفت، بل لربما كان التجاهل سيد الموقف، فمن سيغتاله؟ كان عدد من القادة لم تستهدفهم داعش وهم أعدائها؟ وكان أحمد أبو الغيط وكان سامح شكري، فلم لم يقنصهما التنظيم الدولي بدل السيسي؟
الجديد في قصص السيسي عزمه النأي بنفسه عن انتخابات 2018، وباقي القصة عريضة شعبية تطالبه بالترشح مرة ثانية، ولربما تتلوها ثالثة ورابعة، شيء من الماضي يعاد اجتراره، من يؤلف حكايا السيسي؟
الحقيقة التي صدق فيها الرجل، وهو يصك لنفسه حجة البقاء وذريعة لإسكات الصوت المعارض وشرعنة لمزيد من القوانين والإجراءات التي يمركز بها السلطة في يده بشكل أكثر من قبل، أن مصر تعيش وضعاً قاتماً، والحجة أنّها محاطة بأعداء يتربصون بها الدوائر. هذا ما يراه الإعلام البهلواني الذي حوّل كلّ فشل إلى مؤامرة، من دون أدنى تفكير، بأنّ الركض في طريق الفشل لن يوّرث إلا الخراب. هذا الإعلام إن كف عن التطبيل، ومارس دوراً نقدياً، ولو بحدود أدنى، لربما أشعر النظام ببعض من أخطائه، ودعاه إلى مراجعة نفسه، فالإقصاء والتهميش والحكم بشكل فردي، والإتكاء على عصبة من الجيش في تدبير دولة بشكل أحادي خاطئ، هو الفشل عينه، وهو سبيل الخراب.
الدولة في لحظة فارقة، بين ما تريده المعارضة وما يريده الشباب الثوري، وبين ما يريده النظام، وأخيراً ما يريده المواطن العادي المقهور، يوجد حل وسط، التجربة الموريتانية في فتح باب الحريات وقناة حوار مع المعارضة، بل واستقطاب جزء منها حيناً من الدهر، أكسبت نظام ولد محمد ولد عبد العزيز حالة من الإستقرار والشعبية المعقولة، على الرغم من أنه، وعلى شاكلة السيسي وأكثر، ربما يتوّجه إلى تعديل الدستور وزيادة فترة رئاسية ثالثة، مع ذلك ليس نظامه، وإن تشابه الجنرالان، بقمع وتغوّل وشدة النظام المصري في النيل من معارضيه وسجنهم، فهامش حرية التعبير في شنقيط كبير بالمقارنة مع مصر والمعارضة حرّة في تحركها وتظاهرها داخلياً وخارجياً.
التجربة التونسية أو المغربية في إدماج التيار الإسلامي كذلك، ومنحه فرص الحكم وإشراكهم في السلطة أعطت ثمارها في تجنب الدولتين الأثار السلبية للربيع العربي، ولرداته المضادة، فهل تعي الأطراف المصرية، وهل يعي النظام المصري الحاكم حجم الكارثة التي قد تحل بالبلاد، إن خربت؟