أعلنت وزارة الداخلية العراقية، اليوم السبت، إحباط عملية تسلل لمجموعة مسلحة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" قادمة من سوريا باتجاه العراق، مشيرةً إلى وقوع خسائر لدى الطرفين، فيما استمرت محاولات الجيش العراقي التقدم باتجاه الفلوجة.
وقال قائد شرطة الأنبار، اللواء إسماعيل محمد الدليمي، في حديث لـ"العربي الجديد" إن مجموعة مسلحة تقدر بنحو ثلاثين مسلحاً هاجموا مخافر عراقية حدودية مع سوريا، فجر اليوم السبت، في المنطقة المحاذية لبلدة البوكمال مع بلدة القائم غرب الانبار. واشتبك المسلحون مع قوات حرس الحدود لأكثر من 40 دقيقة قبل وصول قوات من الجيش التي نجحت في قتل عدد من المسلحين وإصابة آخرين بشكل أجبرهم على التراجع إلى العمق السوري.
في المقابل، أوضح الدليمي أن ثلاثة من قوات الأمن قتلوا وأصيب ستة آخرون خلال الاشتباك. وأضاف أن التحقيقات الأولية للهجوم تؤكد أن المسلحين يتبعون لـ"داعش".
في غضون ذلك، أعلن "مجلس ثوار الفلوجة"، الذي يضم عدداً من الفصائل المسلحة الرافضة لدخول الجيش إلى المدينة، أن الجيش اضطر إلى الانسحاب بعد تصدي ثوار الفلوجة له.
وأوضح عضو المجلس، الشيخ عبد الله الشمري، لـ"العربي الجديد" أن ثوار المدينة أحرقوا عدداً من آليات الجيش وأوقعوا خسائر في صفوفه عقب اقترابه قرابة كيلومتر واحد من المدينة.
ولفت الشمري إلى أن الجيش قصف بالتزامن مع الاشتباكات عدداً من الأحياء السكنية في الفلوجة، ما أدى إلى مقتل 4 مدنيين وجرح 5 آخرين بينهم طفلان.
وعلى الأثر، نظم المئات من أهالي مدينة الفلوجة تظاهرة للمطالبة بوقف القصف العشوائي للجيش الحكومي على أحياء المدينة والسماح بدخول المواد الغذائية والإنسانية الى الفلوجة.
وذكر مراسل "العربي الجديد" المتواجد حالياً في الفلوجة أن نحو 600 شخص، بينهم نساء وأطفال، رددوا شعارات تندد بالقصف وحملوا صوراً لأطفال ونساء قتلوا نتيجة سقوط قذائف المدفعية على منازلهم خلال الأسابيع الماضية. كذلك رددوا شعارات تهاجم القادة السنّة في البرلمان والحكومة نتيجة ما وصوفوه بـ"الصمت المخزي عما يحدث في الفلوجة".
وقال أحد منظمي التظاهرة، الشيخ عبد الوهاب أحمد، لـ"العربي الجديد"، إن استمرار القصف العشوائي يعدّ جريمة إبادة جماعية، ومنع دخول المواد الغذائية والإنسانية أمر مشين. وأوضح أن المتظاهرين طالبوا الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بالتدخل بعد يأسهم من تحرك جامعة الدول العربية للتدخل في الأزمة الحالية بالعراق.
وبالتزامن مع معارك الفلوجة، قتل 11 جندياً وجرح 17 آخرون بتفجير ثلاث سيارات مفخخة استهدفت تجمعات ومقار للجيش في الرمادي.
وأوضح المتحدث باسم قيادة عمليات الأنبار العسكرية، المقدم محمد الدليمي، لـ"العربي الجديد" أن ثلاث سيارات مفخخة استهدفت مقر اللواء الثامن غربي الرمادي وقافلة عسكرية للجيش في الخالدية شرقي الرمادي وحي الملعب.
وأوضح الدليمي أن جميع الهجمات انتحارية ونفذت بواسطة سيارات مفخخة محملة بكميات كبيرة من المتفجرات.
وفيما أكد نجاح الجيش السيطرة على حي المخابرات وحي العادل وسط الرمادي بعد معارك استمرت نحو 12 ساعة مع جماعات مسلحة، لفت إلى أن الجيش اوقع خسائر كبيرة في صفوف المسلحين وصادر كميات من الأسلحة والصواريخ والذخائر كانت مخزنة داخل الحي الذي سيطرت الجماعات المسلحة عليه الأسبوع الماضي.
وانسحبت التفجيرات على تكريت، اذ قتل 5 عراقيين وأصيب 21 آخرون، بينهم رجال أمن، بسلسلة تفجيرات متزامنة ضربت مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين شمال بغداد وفقاً لمسؤول رفيع بالشرطة العراقية.
وقال معاون مدير شرطة تكريت، المقدم فلاح أحمد، لـ"العربي الجديد"، إن سيارة مفخخة كانت مركونة قرب منزل ضابط بجهاز مكافحة الإرهاب بحي الباشا وسط مدينة تكريت انفجرت، ما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين بينهم أحد أفراد أسرة الضابط. كما أصيب 6 آخرون بجروح متفاوتة من عائلة الضابط الذي لم يكن في منزله ساعة الهجوم.
وأضاف فلاح أن سيارة ثانية انفجرت بالطريقة نفسها عند منزل ضابط في الشرطة المحلية برتبة نقيب في القادسية شمال تكريت، أدت إلى إصابة سبعة مدنيين بينهم ثلاثة من أسرة الضابط، أعقبها تفجير عبوة ناسفة قرب مكان الانفجار، تجمّع فيه أفراد الأمن ومدنيون. وأدى الانفجار إلى مقتل رجلي أمن ومدني فضلاً عن إصابة ثمانية آخرين بجروح من الشرطة والمدنيين. وعلى الأثر، فرضت قوات الشرطة حظراً للتجوال في مدينة تكريت وضواحيها شمل السيارات والدراجات والمارة.