العراق: حراك لإصدار موقف رسمي يندد بالتطبيع الإماراتي مع الاحتلال

16 اغسطس 2020
كتل عراقية خاطبت الكاظمي لإعلان موقف واضح ضد التطبيع الإماراتي (Getty)
+ الخط -
أطلقت كتل برلمانية في العراق، اليوم الأحد، حراكا واسعا للضغط على رئيسي الحكومة والجمهورية لإصدار موقف يندد بإعلان إشهار التطبيع بين أبوظبي والكيان الصهيوني، بوصفها خيانة وتآمرا.
وبحسب مصادر في البرلمان العراقي، فإن كتل "الفتح"، و"سائرون"، و"دولة القانون"، و"العراقية"، و"النصر"، وكتلا أخرى، أبرقت لرئيسي الحكومة مصطفى الكاظمي، والجمهورية برهم صالح، لطلب توضيح بشأن سكوتهما وعدم التعليق على "إعلان العلاقة بين الإمارات والكيان الصهيوني، باعتبارها خيانة وضربا لكل مقررات الجامعة العربية ومؤتمرات القمة الإسلامية".
ووفقا المصادر ذاتها، فإن القوى السياسية تضغط باتجاه موقف قوي من العراق يناسب حجم الفعل الذي قامت به الإمارات.
 
 
من جانبه، قال القيادي في تحالف "الفتح"، أكبر كتل البرلمان العراقي، سعد السعدي، لـ"العربي الجديد"، إن "الحكومة ورئاسة الجمهورية باتتا مطالبتين بموقف واضح وقوي وصريح يندد بتطبيع العلاقات بين الإمارات والكيان الصهيوني، لأن التزام الحياد بالصمت بمثل هذا القضايا سيكون له تفسير آخر"، مضيفا أن "تحركا من قبل القوى والفعاليات السياسية والشعبية تجاه الرئاسات الثلاث بدأ فعلا، مع التذكير بأن الدستور العراقي ينص على أننا والكيان الصهيوني في حالة حرب، ولهذا يجب على الحكومة العراقية بيان موقفها من التطبيع، خصوصاً مع وجود رفض سياسي وشعبي عراقي كبير له".
وأضاف أن "تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل تم برعاية أميركية، وغير مستبعد أن هناك ضغوطات أميركية على الحكومة العراقية، لغرض أن تتخذ جانب الحياد تجاه هذا لتطبيع".
وتستعد فعاليات شعبية وشبابية مختلفة للتحشيد من أجل تظاهرة عند السفارة ببغداد للتنديد بتطبيع علاقات أبوظبي مع الكيان الصهيوني، وفقا لما أكده ناشطون عراقيون.
في الأثناء، قال القيادي سعد المطلبي، القيادي في ائتلاف "دولة القانون"، إن "هناك ضغوطات على الحكومة العراقية من قبل الإدارة الأميركية لعدم إصدار أي موقف رافض أو مندد بتطبيع علاقات أبوظبي مع الكيان الصهيوني"، مضيفا، في حديث لـ"العربي الجديد"، بأن "سكوت الرئاسات الثلاث عن تطبيع العلاقات بين الإمارات والكيان (الاحتلال الإسرائيلي) يدل على أن هناك تقدير موقف من قبلها قد يكون مختلفا عن موقف القوى السياسية".
في المقابل، اعتبرت اللجنة العليا لـ"الميثاق الوطني العراقي"، الذي يضم عدة قوى وتيارات وشخصيات عراقية، في بيان لها، أن "خطوة التطبيع بين حكومة الإمارات والكيان الصهيوني لا تمثل الشعب الإماراتي الشقيق".
وأوضح البيان أن "هذه الخطوة جاءت لدعم صفقة القرن التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والذي منح القدس بشقيها الغربي والشرقي للكيان الصهيوني المحتل للأراضي الفلسطينية، على حساب حقوق شعبها والحق العربي فيها والمقدسات الإسلامية والمسيحية، مما سيعجّل بمشروع الاحتلال الإسرائيلي في هدم المسجد الأقصى وبناء هيكلهم المزعوم".
 
 
وأضافت أن "هذه الخطوة المدانة والمستنكرة لن تكون الأخيرة، لأن المؤشرات تؤكد سير أنظمة عربية أخرى نحو التطبيع من جانب أحادي؛ إنهم يمنحون حقوقًا - هم لا يملكونها – إلى الكيان الصهيوني دون أن تكون هناك إجراءات يمنحها الكيان الصهيوني لهم أو للشعب الفلسطيني، حتى بما يحفظ ماء وجوههم... والوعود الإسرائيلية هي أكاذيب معروفة، سرعان ما يتم نقضها والانقلاب عليها، بعد أن تنتهي مهمة هذه الأنظمة"، معتبرة أن "ظهور خطوة التطبيع للعلن ستمهد لبداية نهضة الشعوب العربية وظهور قوى شعبية لن تقبل بخطوات هذه الأنظمة".
وتابع البيان أن "ما حدث للعراق من تدمير وإطلاق يد إيران ومليشياتها في اللعب على الورقة الطائفية داخل عدد من الدول العربية هدفه الوصول إلى هذه النتيجة المخزية، التي تبرر التطبيع بغية تصفية القضية الفلسطينية، التي ستبقى قضيتنا الأولى ولن ينجحوا مهما حاولوا في طمس حقوقنا".