الغلاف الأسوأ لصحيفة "صن"

الغلاف الأسوأ لصحيفة "صن"

09 سبتمبر 2014
عنوان الموضوع العنصري (موقع الصن)
+ الخط -
"معتنق إسلام حديثا يقطع رأس امرأة في الحديقة". العنوان الذي تمدّد على الصفحة الأولى بحجم التابلويد في صحيفة "صن" كان كافياً ليربط الجريمة بقطع رأس الصحافيين الأميركيين على يد مسلحي الدولة الإسلامية. وبسبب معلومة أخذت من جيران القاتل، وصف الرجل في الصحيفة بأنه "أطال لحيته مؤخرا" مع تعبير "اعتنق الإسلام حديثا". ارتبطت الجريمة بالإسلام والمسلمين. كل هذا خلال أقل من 24 ساعة على وقوع الجريمة، وقبل أن تنهي شرطة "سكوتلاند يارد" تحقيقاتها رغم أنها نفت أن يكون للحادث صلة بالإرهاب. وبعد أن كان الخبر على موقع الصحيفة في النهار السابق "رجل مجنون" (يلاحظ أحد المعلقين على تويتر)، صارعلى صفحتها الأولى في صباح اليوم التالي "رجل حديث الإسلام". إنه "الإسلام فوبيا" والتنميط بأبشع معانيه يتجلى على غلاف صحيفة شعبية تحقق أعلى أرقام التوزيع في بريطانيا، عندما تربط جريمة بدين ومعتقد في مجتمع لا يتوقف عن إنتاج الجرائم التي يقوم بها أفراد لا يوصفون بخلفيتهم الدينية، فلا يقال "رجل مسيحي قتل صديقته المراهقة" مثلا. هذا المجتمع الذي يحفل بأخبار جرائم وتقطيع جثثت وقتل متسلسل سببه أمراض نفسية وعقلية، تربط إحدى صحفه حادثة قطع رأس على يد شخص موتور، بالإسلام. حالة التعميم هذه وتنميط جماعة ما بسبب لونها أو دينها أو قوميتها، موقف يتنافى وأخلاق الصحافة، ولحسن الحظ إن وسائل الإعلام لا تقع كلها في التنميط والتحامل، وبعضها يتراجع ويعتذر. صحيفة "صن" لم تعتذر وكان الغلاف الاستفزازي آخر ما يحتاجه المجتمع في ظل هستيريا "داعش" التي تركت أثرها على العالم كله، ولم يجانب المعلقون الصواب عندما وصفوه بأنه "أسوأ غلاف لصحيفة صن". .

المساهمون