بالصور: هكذا انقسم اللبنانيون حول زعمائهم.. وهم يغرقون بالزبالة

24 يوليو 2015
هذه هي خلاصة الاعتراضات على أزمة النفايات (فيسبوك)
+ الخط -
ليس من المبالغة القول إنّ الأمل مقطوع من اللبنانيين. حتّى حين أغرقهم نوابهم ورؤساؤهم ووزراؤهم وزعماؤهم في النفايات، انقسموا، وإن بشكل خجول، حول الزعماء وليس حول موضوع النفايات. وهذا أمر لا يدعو إلى الضحك ولا إلى البكاء، بل تتملّك مَنْ لاحظ انقسامهم رغبةٌ في الصراخ وغضبٌ عارمٌ على الانقسام المكتوم هذا.

رغم أنّه لم يظهر على مواقع التواصل الاجتماعي أيّ دفاع عن هذا الزعيم أو ذاك، إلا أنّ صورة واحدة كانت كفيلة بكشف كم أنّ معظم اللبنانيين، حتّى مَنْ يدّعون "الاستقلالية" بينهم، منحازون سياسياً، ولو على قطع رقابهم، ولو كان الزعماء يغرقونهم في النفايات.

هي هذه الصورة المرفقة، التي تصوّر أبرز زعماء لبنان في ثياب عاملي النظافة بلبنان. صورة مشغولة على "الفوتوشوب" طبعاً، قصّ مبتكرها رؤوس هؤلاء الزعماء ووزّعها مكان رؤوس العمال الحقيقيين، وهم يستريحون على رصيف ما، بعد تعب نهار طويل في كنس النفايات التي نخلّفها، نحن اللبنانيين.


اقرأ أيضاً: روائي لبناني يساوي الفلسطينيين والسوريين بالجرذان والجراد

بداية هذه الصورة لا تعيب الزعماء. فعمّال النظافة هم الأكثر نظافة بالمعنى العام. هم الذين يرفعون ما يرميه الآخرون، ويحافظون على الشوارع نظيفة، ويجعلون يومياتنا وتنقّلاتنا آمنة وصحيّة.

رغم أنّ في الصورة عيباً أخلاقيّاً، من خلال الإيحاء بأنّ وضع رؤوس الزعماء مكان رؤوس العمال هو إهانة لهم، إلا أنّ فيها عيوباً أكثر من أخلاقية، وأبعد من النفايات.

الصورة يمكن أن يجدها الباحث عنها، أو من صادفها، بثلاث نسخ، وكلّ نسخة يمكن أن تدلّ إلى الميول السياسية والمذهبية لمن وضعها على صفحته الفيسبوكية أو من نشرها بتغريدة على تويتر.

الأولى تظهر وجه الرئيس سعد الحريري الأوّل والأكبر، لابساً ثياب عمّال النظافة. يليه النائب وليد جنبلاط ثم سمير جعجع وميشال عون وسليمان فرنجية. بلا شكّ فإنّ ناشر هذه الصورة هو مناصر لحزب الله أو حركة أمل، بنسبة تفوق 95 في المائة، لأنّه نشر صورة الحريري وجنبلاط وثلاثة زعماء موارنة، ولم يسمح بوجود الرئيس نبيه بري أو السيّد حسن نصر الله أو حتّى النائب عن كتلة "حزب الله" محمد رعد.

النسخة الثانية هي تلك التي تضمّ نصر الله في المقدّمة وبالوجه الأكبر، إلى جانبه الوزير السابق وئام وهّاب وفرنجية وعون والنائب والوزير عن "حزب الله" حسين الحاج حسن. لا بدّ أن ناشر هذه الصورة من مناصري "تيار المستقبل" أو أيّ فريق من قوى 14 آذار، لأنّه لا يوجد من بينهم أيّ من قادة 14 آذار ولا جنبلاط، وهناك تركيز على نصر الله.



 اقرأ أيضاً: راغب علامة: قدمت حلاً لمشكلة النفايات ولكن..

النسخة الثالثة تضمّ الرئيس برّي في المقدّمة، ثم رعد والرئيس أمين الجميّل والرئيس تمام سلام والوزير العوني جبران باسيل. وناشر هذه الصورة قد يكون مستقلا لكن "يخاف" من نشر صورة نصر الله مع هذه المجموعة، وقد يكون مستقلا قريباً من "حزب الله"، أو مستقلاً قريباً من "المستقبل"، إذ لا بأس من نشر صورة رعد وليس نصر الله، وصورة سلام وليس الحريري. وهكذا "يبدو" ناشر هذه الصورة أكثر "استقلالية"، لكنّها استقلالية فيها "جبن" ما، أو "تدليس" و"مداهنة".



لا توجد صورة تجمع الزعماء كلّهم، على الأقلّ حتّى تاريخ كتابة هذا المقال. ما يدفع إلى تبنّي الصورة الأساسية فوق، وهي صورة كيس القمامة بدل الأرزة في العلم اللبناني. فهي الصورة الأكثر انتشاراً والأكثر تعبيراً عن ضيق صدور اللبنانيين بوطنهم وبرموزه كلّها، حتّى الأرزة، رمز علمهم المشترك.



فأن تجد الآلاف منقسمين حول الزعماء السياسيين، بدل شتمهم و"الخروج عليهم"... حتّى وهم يغرقون في الزبالة، الخطيرة على صحّتهم وحياتهم وحياة أطفالهم وأهلهم، فبالتأكيد هذا النوع من المواطنين يستحقّ هذا النوع من السياسيين، ولا يستحقّون أكثر. أو بالعامية اللبنانية: "وبِزيَادة".

 اقرأ أيضاً: أوركسترا موسيقية بآلات من القمامة

المساهمون