جان بيروتي:السياحة في لبنان شبه معدومة منذ مطلع 2015

14 مارس 2016
رئيس نقابة أصحاب المجمعات السياحية جان بيروتي (حسين بيضون)
+ الخط -
أكد رئيس نقابة أصحاب المجمعات السياحية والبحرية في لبنان جان بيروتي أن غياب الاستقرار السياسي، والأمني، بالإضافة إلى أزمة النفايات في الشوارع، عوامل ساهمت بتراجع السياحة في لبنان وصولاً إلى القعر، وقال لـ "العربي الجديد": السياحة شبه معدومة في لبنان.
وهنا نص المقابلة

* برأيكم أين تكمن الثغرات في الأداء السياحي اللبناني؟
تتمحور الثغرة الكبيرة حول عاملين رئيسيين، أولهما الواقع السياسي، وثانيهما الواقع البيئي، وتتفرع منهما أزمات عديدة، حيث تنعدم السياحة بظل وجود واقع سياسي وأمني غير مستقر من سنوات. كما أن أزمة النفايات، وانتشارها في الطرقات وغياب الآليات الواضحة للخروج من هذه الأزمة الكبيرة، زاد من حجم التراجع السياحي في لبنان. ويشعر المراقب للساحة اللبنانية والسياحية أنه في بورصة ما، حيث نمر بفترات صعود وهبوط، وتنخفض مؤشرات الثبات والتوازن على أكثر من صعيد. وبالتالي، فإن اتخاذ السائح قرار السفر والسياحة عادة ما يتم قبل أشهر من موعد سفره، حيث يختار السائح الوجهة السياحية، ويقوم بشراء تذاكر السفر وحجز مكان الإقامة وغيرها، ولكن بسبب الأوضاع في لبنان، فإن السياحة منذ مطلع العام الحالي تعتبر شبه معدومة.

* كيف تجدون واقع الخدمات السياحية في لبنان؟
إن الخدمات السياحية في لبنان تعتبر عند المستوى المطلوب والجيد، لا بل أكثر من ذلك. من الجائر القول إننا نعاني من نقص في البنية التحتية السياحية، فحجم السوق اللبنانية لا يتطلب أكثر ممّا هو متوافر. مثلاً في دبي هناك 500 ألف غرفة فندقية، أما في لبنان فلدينا خمسة عشر ألف غرفة، فهذا هو حجم السوق اللبنانية. ومن دون أي شك لو كان الواقع مختلفا في البلاد لكانت الاستثمارات لبّت نداء السوق وتوسعت. وأجدد القول، لو أن الواقع الأمني السياسي والبيئي مختلف لأصبحنا في مكان آخر، وكانت السياحة في لبنان تنافس أكبر الدول. نحن نحتاج للاستقرار كي ننهض، إذ إننا نمتلك أعلى مستوى من الخدمات السياحية في المنطقة، ولكن ما ذكر سابقاً يطيح بالموجود.


* كيف تقيّمون أسعار الفنادق في لبنان، وهل تعتبر الأسعار مرتفعة؟
أسعار الفنادق في لبنان من الأرخص عالمياً، هناك فنادق في قلب بيروت، في شارع الحمراء تحديداً، حيث تصل أسعار الغرفة لقضاء ليلة واحدة إلى نحو 35 دولاراً. أما الكلام عن ارتفاع أسعار الفنادق فهو غير مقبول، وهو ترويج سلبي يضر بالسياحة. وبمقارنة بسيطة، فإن معدل أسعار الفنادق في الدول السياحية في منطقتنا يصل إلى ما يقارب 280 دولاراً، ولذا نحن الأرخص في المنطقة من ناحية الأكلاف الفندقية.

* برأيكم، لماذا تغيب الفنادق الصغيرة والبسيطة من لبنان، وبيروت تحديداً، التي بدورها تستقطب السياح من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية؟
بدأت هذه الخدمات بالنمو في لبنان أخيراً، ولكن لا نستطيع أن نتوقع نموها بشكل كبير في ظل عدم وجود قطاع سياحي حيوي. فمن الصعب أن يقوم الطامح بعرض منزله وتقسيمه لغرف بالتنفيذ، إذا كانت السياحة معدومة. إذ إن الواقع الحالي يؤثر على أصحاب المشاريع الصغيرة وذات الأسعار المتدنية، ولكن رغم ذلك، فإن هذا النوع من الخدمات بات موجوداً ويتكاثر مع زيادة الطلب.

* كم تراجعت الحركة السياحية في لبنان مقارنة مع السنوات الماضية؟
كان النمو تدريجياً من العام 2005 حتى العام 2010، وكانت السياحة ممتازة في هذه الفترة. ومع نهاية عام 2011، بدأ التراجع يظهر بنسب عالية بسبب الوضع الأمني والسياسي وبدء الحرب السورية، حيث وصلت نسبة التراجع إلى أكثر من 55%، أما اليوم فنحن في العدم، والحديث عن الأرقام غير مجدٍ لأنها غير موجودة، وفي ظل وجود أزمة النفايات في الطرقات، وغياب الاستقرار السياسي والأمني، فنحن نتجه نحو القعر.

* برأيكم كيف يمكن النهوض بالقطاع السياحي في لبنان؟
النهوض بالقطاع السياحي في لبنان من الأمور غير المعقدة. كنا قد تقدمنا بطروحات لمجلس الوزراء، وبحسب آخر الدراسات، تبيّن أن ثلاث دول تعيش ظروفاً أمنية وسياسية مشابهة للوضع في لبنان، وهي سورية، مصر، والعراق، حيث تشكل هذه الدول 70% من السياحة العربية باتجاه لبنان، والعراق وحده يتميّز بنسبة سياح تصل إلى 45% في السوق اللبنانية. وعليه قدمنا اقتراحاً لمجلس الوزراء لدعم سعر تذاكر السفر بنحو مئة دولار، حينها وافق رئيس الحكومة تمام سلام، كما وافق على الطرح وزير السياحة ميشال فرعون، وقمنا بجولة على الكتل السياسية وشرحنا فكرة الدعم، وما تقدمه من دخل إضافي لخزينة الدولة. إذ إن معدل إنفاق السائح عند قدومه إلى لبنان يبلغ حوالي 1500 إلى 2000 دولار أميركي، وبحال قمنا بدعم المئة دولار على تذاكر السفر، فحصة الدولة مع القيمة المضافة على الضريبة تبلغ نحو 200 دولار، وبالتالي يكون الربح نحو 100 دولار.
ولكن هذا المشروع توقف في وزارة المالية، وهناك نقاش حوله، وما زال عالقاً حتى اليوم. جميع الدول السياحية تقوم بتحفيز السائح واستقطابه من خلال مشاريع دعم تقوم بها الجهات المعنية. فعلى سبيل المثال، تعرضت تركيا منذ مدة لنكسة في القطاع السياحي، فباشرت بخطة دعم تخدم السياحة، حيث قامت الحكومة التركية بدعم كل طائرة بمبلغ وقدره 6000 دولار. نحن اليوم نقدم حلولاً عملية منتجة للقطاع السياحي وللدولة اللبنانية، لكن للأسف ما من مجيب.

* كيف أثر برأيكم غياب السائح الخليجي عن لبنان؟
السائح الخليجي غائب عن البلاد منذ خمس سنوات، فالموضوع لم يعد متعلقاً بالأحداث الأخيرة فقط، إذ إن البلد مأزوم بكل ما للكلمة من معنى.


* هل تستطيعون تنمية السياحة في لبنان دون مساعدة الدولة؟ وهل التواصل مع الشركات السياحية في الخارج ينعكس إيجاباً؟
لم يعد السفر يتم اليوم عن طريق شركات متخصصة في السفر، بل أصبح يتم عبر الإعلانات، ومن خلال مجموعات مترابطة ومتحركة. لقد فشلت المجموعات السياحية في لبنان بسبب غياب الاستقرار السياسي والأمني، كما أن الشركات في الخارج تعمل وفق رزنامة عمل محددة، وتعتمد على الإعلانات من خلال الإنترنت ووسائل أخرى، وتعتمد على الخطط ذات المدى الطويل. فعلى سبيل المثال، حتى تتمكن من جذب سائح للسفر إلى لبنان، عليك القيام بحملة دعائية وترويجية قبل عام تقريباً، ولكن للأسف، إن لبنان خارج المادة الإعلانية في الخارج.

اقرأ أيضاً:نسيب غبريل: 25 مليار دولار خسائر اقتصاد لبنان منذ2011 
المساهمون