حرب الأنبار... مكانك راوح

17 يوليو 2015
لم يتمكن الجيش و"الحشد" من التقدّم (فرانس برس)
+ الخط -
تدخل المعارك في محافظة الأنبار يومها الخامس على التوالي، من دون تحقيق شيء يُذكر للقوات العراقية و"الحشد الشعبي". وفي الوقت الذي أخلف فيه قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، وقيادات مليشيا الحشد، وعدهم الذي أطلقوه بالتزامن مع بدء العمليات، بأنهم "سيصلون إلى الفلوجة في عيد الفطر"، خسرت القوات العراقية و"الحشد الشعبي" مواقع لها قرب الرمادي، بعد هجوم مضاد لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، استخدم خلالها انتحاريون.

ويُمكن تلخيص معارك يوم الأربعاء، بأنها "كرّ وفرّ"، إذ شهد المحور الشمالي للفلوجة أعنف المعارك، بعد هجوم مباغت لـ"داعش" على "الحشد الشعبي"، الذين كانوا متمركزين مع مستشارين من الحرس الثوري الإيراني في أطراف بلدة الصقلاوية (20 كيلومتراً شمالي الفلوجة)، وتراجعوا إلى مناطق زراعية مفتوحة، تُفضي إلى قضاء سامراء.

وفشلت القوات المُهاجمة في تحقيق أي تقدم أو تحرير أي بلدة منذ بدء الهجوم يوم الاثنين. وقال مصدر عسكري عراقي يعمل بوزارة الدفاع، لـ"العربي الجديد"، إن "القوات المشتركة شنّت 63 هجوماً على الفلوجة والرمادي خلال الأيام الماضية، كما نفّذ طيران التحالف 179 طلعة جوية، وسلاح الجو العراقي 82 طلعة، وأُطلق نحو 2500 صاروخ على معاقل داعش منذ بدء العمليات، غير أن التنظيم المتمكن من الأرض، والمُدرك لتضاريسها، صمد، مستنداً أيضاً إلى خفّة تحرّك مقاتليه ومناورتهم بين المناطق، فضلاً عن حقول الألغام التي يضعها على طول محاور القتال".

اقرأ أيضاً معركة الفلوجة في يومها الثاني: مساعٍ لتطويق المدينة

وأكد أن "جميع المعارك التي حدثت، كانت تحدث قبل حقول الألغام، فداعش وضع خطط صدّ قتالية، تليها حقول ألغام، على أن تليها في حال تمّ تخطيها، كتائب انتحاريين، ثم قوات خاصة مدربة على حرب الشوارع". ويردف: "علينا اجتياز كل هذه الخطوط، ولا يُمكن مقارنة الأنبار بتكريت ولا بأي مدينة أخرى". 

من جهته، نفى المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة بالأنبار العقيد الركن محمد الدليمي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، ما تناولته إحدى وسائل الإعلام بانتقال القوات إلى ما وصفته بـ"المرحلة الثانية". وأوضح الدليمي أن "المعارك مستمرة على وتيرة متفاوتة من مكان لآخر، ولا زلنا بطور الهجوم الأول لاستنزاف العدو، ولا جدول زمني للمعركة وليس لدينا مراحل أصلاً". وطالب وسائل الإعلام بـ"تحرّي المصداقية في نقل الأخبار".

وكشف أنه "تمّ تسجيل خسائر في صفوف مسلّحي داعش جرّاء المعارك على الأرض، أو من خلال الضربات الصاروخية والجوية، وهناك غطاء ممتاز للتحالف الدولي، أسهم بتضييق الخناق على حركة انتقال التنظيم بين العراق وسورية، وعلى طول الحدود المشتركة بين البلدين".

ونفى أن "تكون القيادة المشتركة قد حددت تاريخاً لاقتحام مدينة الفلوجة لا قبل العيد ولا خلاله". وكان قائد فيلق القدس، الجنرال قاسم سليماني، قد أكد في تصريح لقناة "آفاق" المحلية المملوكة لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي، أنه "وعد أن يصلي العيد بالفلوجة"، لتنطلق بعدها تصريحات وبيانات مماثلة من قادة "الحشد الشعبي"، أبرزهم زعيم مليشيا "العصائب" قيس الخزعلي، وزعيم مليشيا "بدر" هادي العامري، يؤكدون على الوعد نفسه.

في سياقٍ متصل، أوضح الزعيم القبلي محمد العلواني، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "الإعلانات الحكومية لوزارتي الدفاع والداخلية، يجب أن تكون بحجم المسؤولية وواقعية أكثر". وقال إن "البيانات الحكومية التي تصدر عن وزارتي الداخلية والدفاع مبالغ بها، وفي كثير من الأحيان بعيدة عن واقع الأرض". وذكر أن "وزارة الدفاع العراقية تعلن عن تحقيق تقدم في الرمادي بينما داعش احتل صباح الخميس الملعب الأولمبي، ومليشيا الحشد تُعلن أنهم سيصلّون العيد بالفلوجة، بينما المعارك لا تزال على مسافات بعيدة من أطرافها".

اقرأ أيضاً: جرحى مليشيات "الحشد" بلا علاج.. وذووهم يتظاهرون جنوب العراق
المساهمون