حضور أردني مؤثر في الدراما الرمضانية المصرية

20 ابريل 2015
حضور قوي للممثلين الأردنيين في الدراما المصرية
+ الخط -

لا يخلو أي لقاء لفنان أردني، سواء على صعيد الموسيقى أو الدراما أو المسرح وحتى السينما، من شكوى عدم توافر أسس واضحة وقوية تُثبّت أركان الساحة الفنية الأردنية، ويكاد يُجمع معظم العاملين في الساحة الفنية الأردنية، أو من مرّوا منها كنجوم عرب، أن فقر الإمكانيات وتخلّي الحكومة الأردنية عن مسؤولياتها تجاه من يعمل في الحقل الفني، فضلاً عن تقزّم دور مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، وانصراف إداراتها المتعاقبة نحو الاهتمام بالبرامج الخدماتية والمجتمعية والسياسية، دون النظر إلى قدرة مؤسسة إعلامية كبرى بحجم التلفزيون الأردني على إنتاج أعمال درامية أو موسيقية، تنافس عربياً بجودة عالية؛ هي السبب.


ولعلّ ما تقدّم، كان سببًا مباشرًا أو غير مباشر، في هجرة الفنانين الأردنيين نحو الساحة الفنية العربية، دون منهج واضح يدعم مسيرتهم موسيقيًا أو دراميًا أو حتى سينمائيًا، فحسب المثل الشعبي "لقّط كلٌّ منهم شوكه بيده"، واندمج في المجتمع الفني الجديد الذي صار يمثله هو بمتطلباته الجديده، لا بمتطلبات الفنان الأردني، إذ يبين الناقد الفني الأردني صالح أسعد أن معظم التجارب الفنية الأردنية التي وصلت للجمهور أكان موسيقيًا أم دراميًا، كانت بجهد شخصي من الفنانين أنفسهم، وليس بدعم أردني فني أو حكومي لهم، كما صرّح لـ"العربي الجديد".


ويؤشر الكاتب الأردني محمود منير على أن فقر وضعف الساحة الفنية الأردنية، دفع الفنانة صبا مبارك إلى الهجرة فنيًا للدراما السورية نهاية تسعينيات القرن الفائت، فأثبتت جدارتها هناك، حتى عدّها الجمهور الأردني فنانة سورية دون أن يعرف أنها بدأت فنياً من الأردن، كذلك الحال مع الشقيقتين ميس حمدان ومي سليم متنوعتي الأدوار والتوجهات بين الغناء والتمثيل، فهما أردنيتان بدأتا العمل في الساحة الفنية المصرية وأثبتتا وجودهما هناك.


ويرى أسعد، أن ظهور الممثل الأردني في الأعمال الدرامية المصرية، مقدمًا أدواره بلهجة أهلها، يُعد عامل قوة وضعف في آن معًا، فالقوة تتمثل عبر إجادته للدور الذي يقدمه، ومنافسته مع الفنان المصري ابن البيئة ذاتها والروح، والضعف يتمثل عبر اختياره لتقديم شخصية بلهجة غير لهجته الأصيلة، فالدور ينادي صاحبه، ويضيف أسعد: بالعادة تلعب العلاقات دورًا في اختيار الفنانين لأدوارهم الدرامية.


غير أن زميل أسعد، محمود منير يخالفه الرأي، موضحًا لـ"العربي الجديد": اختيار أي فنان عربي لتقديم دور في عمل درامي، بلهجة غير لهجته، تدل على تميز هذا الفنان وقبوله للتحدي، فيتطلب ذلك مجهودًا إضافيًا ليثبت الفنان أهميته كممثل بالدرجة الأولى، وكفنان استطاع تجسيد لهجة الدراما القادم إليها، ويؤشر منير على نجاح معظم الفنانين العرب في تخطي مُعضلة اللهجة المصرية خصوصًا لسببين، أولهما: سهولة اللهجة المصرية وانتشارها الكبير في الوطن العربي، وثانيهما: وجود فريق مختص بإتقان اللهجة ضمن كادر أي مسلسل. وضرب منير أمثلة على نجاح الفنان العربي في الدراما المصرية، قائلاً: عدا عن نجاح واستمرار ممثلي الدراما الأردنية إياد نصار ومنذر رياحنة وصبا مبارك، فالنجاح الكبير الذي حققه النجم السوري جمال سليمان في الدراما المصرية يُعزز ما ذهبت إليه.


ويبرز في الموسم الدرامي الرمضاني المقبل في مصر، وجود خمسة ممثلين أردنيين في عدد من الأعمال الدرامية، وسط غياب ملحوظ للممثلة والمغنية ميس حمدان، التي تشهد الساحة الفنية نجاح عمليها "شطرنج" و"كيكا في العالي"، والذي فضل منتجيهما عرضهما قبل رمضان.
فالممثل إياد نصار، سيظهر في ثلاثة أعمال درامية هي "أريد رجلًا" مع الفنان التونسي ظافر العابدين والفنانة المصرية لقاء سويدان، كما سيظهر في مسلسل "حارة اليهود" الذي يؤدي دور البطولة فيه بدلًا من النجم المصري هاني سلامة، وتشاركه منة شلبي وريهام عبد الغفور، والمسلسل الأخير الذي سيظهر فيه هو "من الجاني".


وسيكون الجمهور أيضًا على موعد مع الممثلة والمغنية مي سليم في ثلاثة أعمال أيضًا، فستظهر في مسلسل "حواري بوخارست" مع أمير كرارة وسارة سلامة، وفي مسلسل "ولي العهد" مع علا غانم ولوسي، وفي مسلسل "نصيبي وقسمتك" مع الفنان هاني سلامة.
فيما سيشاهد الجمهور النجمة الأردنية صبا مبارك في مسلسل "العهد" بمشاركة السورية كندة علوش والمصرية غادة عادل والأردني ياسر المصري، وسيظهر النجم الأردني منذر رياحنة في الدراما المصرية من خلال مسلسل "مملكة يوسف المغربي" في عمل من بطولته، بمشاركة النجمين مصطفى فهمي وعلا غانم.

إقرأ أيضاً:
دلال فيّاض: الفنان الأردني يبحث عن فرصة الظهور
مارغو حداد: فنانو الأردن يحتاجون من يصقل تجاربهم
نبيل المشيني: صاحب أوّل سلسلة كوميدية عربية

دلالات
المساهمون