دراما غزّة تتطوّر ببطء: 5 مسلسلات... وغياب النجوم

دراما غزّة تتطوّر ببطء: 5 مسلسلات... وغياب النجوم

08 يوليو 2014
إعلان عن مسلسل "الروح" في أحد شوارع غزّة
+ الخط -

رغم ضعف إمكاناتها المادية وقدراتها الإنتاجية، استطاعت الدراما الغزية، خلال موسم رمضان، أن تثبت وجودها كماً ونوعا. ووصل عدد المسلسلات الغزيّة إلى خمسة، بين ملحمية واجتماعية وكوميدية.
خلال العقد الفائت سيطر الإنتاج الدرامي في الضفة الغربية على الدراما الفلسطينية. ولأنّ بيئة غزّة بعيدة عن الترفيه، لكثرة ما شهدت من حروب ومعارك وحصار مستمرّ، كان اهتمام "فضائية الأقصى" المحلية بإنتاج أكبر عمل درامي ملحمي على مستوى فلسطين، وسمّته "الروح".
هو واحد من أربعة أعمال درامية أنتجتها القناة وعرضتها في رمضان الجاري. الثاني هو "شعبان ومرزوقة"، مسلسل كوميدي اجتماعي. ومعهما سهرتان دراميتان. وقد خان الحظّ أعمالا أخرى، فمنعها من الاكتمال قبل بدء الموسم الرمضاني، بسبب عقبات إنتاجية ومالية.
يقول مدير دائرة الإنتاج والمشرف على الأعمال الدرامية في "فضائية الأقصى"، زهير الإفرنجي، إنّ "قبول واستحسان الانتاجات الدرامية السابقة، رغم أنّ مستواها كان متواضعاً وبسيطاً، دفعنا إلى إنتاج المزيد منها، والدخول بقوّة في هذا المجال عبر توفير طواقم فنية جيدة".

إذاً يشجّع هذا القبول الجماهيري الفضائية على مزيد من الإنتاج العام المقبل، وفق حديث الافرنجي لـ"العربي الجديد": "رغم تخوّف القيّمين من أداء الممثلين، إلا أنّهم وجدوا في الأعمال الجديدة قفزة نوعية وفي الأداء شيئاً مميزاً". ويرى أنّ "العنصر الأنثوي في العام الماضي كان أضعف من هذا العام. فالممثلات يفضّلن الظهور بشكل لائق كأم أسير أو أم شهيد". وعن التكلفة الانتاجية يشرح الإفرنجي أنّها "كانت متواضعة لأنّنا نعمل ضمن ميزانيات جاهزة مسبقاً". 
كان أوّل المسلسلات الدرامية التي أُنتِجَت في قطاع غزّة "سواليف" و"صدق المثل"، اللذين أخرجهما رئيس "ملتقى الفيلم الفلسطيني" سعود مهنّا العام 1994 لصالح تلفزيون فلسطين الرسمي.
يقول مهنا في حديث لـ"العربي الجديد" إنّ "عدم اقتناع القنوات الفلسطينية بالدراما واستمرارية إنتاجها، وعدم مضاعفة أعداد الأعمال، كان سببا في ضعفها. فلو استمرّت الدراما على الوتيرة ذاتها كما حين بدأت في العام 1994 لتغيّر حالها اليوم وباتت تنافس، جاذبة استثمارات ضخمة".
وأكد مهنّا أنّ "الدراما الفلسطينية تعاني مشاكل كثيرة، أوّلها، غياب الممثل المحترف وعدم قدرتها على صناعة نجوم، وتفتقر، خصوصا في غزّة، إلى وجه نسائي كبير يمكن أن يكون ركيزة الدراما ورافعتها". ورغم تشجيعه "أيّ محاولة درامية، حتّى لو كانت ضعيفة، لأنّها ستتقدّم مع الوقت، يرى مهنّا أنّ "حظّ المسلسلات الفلسطينية ضعيف جداً من حيث المشاهدة"، داعياً صُنّاع الدراما الفلسطينية إلى "اختيار التوقيت المناسب للبثّ".
برأي الممثل والمخرج زهير البلبيسي فإنّ "الدراما في قطاع غزّة، حتّى وإن لم تكن على القدر المطلوب، شهدت هذا العام محاولات جادّة لإثبات الوجود بين الدراما العربية". وأوضح في حديث لـ"العربي الجديد" أنّ "الخبرة تراكمية، واذا استمرّت الدراما الغزيّة على النهج الحالي فإنّها ستتطوّر كمّاً ونوعاً، فحين يكون للفنّان رصيد كبير من الأعمال ستزداد خبراته وسيتطوّر".
وعن تعثّر بعض الأعمال وفشلها في اللحاق بالسباق الرمضاني، يقول الممثل والمنتج في "فضائية الكتاب" المحلية، ابراهيم أبو جياب، إنّ "العقبات الإنتاجية كانت سبب تأجيل مسلسلين كان مقرّراً عرضهما خلال رمضان الحالي. فالتكلفة الإنتاجية للحلقة الواحدة كانت تُقدّر بنحو 2500 دولار أميركي". وكشف أبو جياب في حديث لـ"العربي الجديد" أنّه "تمّ تصوير حلقتين، ثم توقف العمل بسبب غياب التمويل، فتأجّل المسلسلان واستُبدِلا ببرامج أقلّ كلفة، نظراً إلى ارتفاع كلفة الدراما مقارنة بميزانية القناة".

المساهمون