شباب الانتخابات

25 ابريل 2018
شاب مرشح وعد بحمل قضايا الشباب إلى البرلمان(حسين بيضون)
+ الخط -
الانتخابات في لبنان على الأبواب، والمعارك بين اللوائح محتدمة تصل إلى حدود الاعتداء البدني على مرشحين ومكاتب ومناصرين. جميعها يرفع شعارات طنانة رنانة، بل تحاول لوائح السلطة أن تظهر للناخبين أنّ كلّ هذا "النعيم" الذي يعيشون فيه هو بفضلها.

من بين المرشحين من كانوا تحت سن الترشح (25) بل تحت سن الاقتراع (21) في الانتخابات الأخيرة عام 2009. هؤلاء يفترض بهم أن يحملوا هموم فئة الشباب إلى البرلمان. لكن، هل الأمر مرتبط بفئات عادة، أم بخط سياسي يتنزل الأمر فيه من أعلى الهرم وتطبق بقية الطبقات الأمر المنزّل من دون تحريف، حتى يصل إلى حدود الطبالين والزمّارين من المؤيدين الذين لا يفترض بهم أن يفهموا حتى فحوى ذلك الأمر وخلفياته؟

قضايا الشباب بدورهم كثيرة، لكنّهم ليسوا فئة واحدة، بل قد تجد من بينهم من يرفض هذا التصنيف العرضي بينه وبين نظراء له ينتمون إلى منظومات أخرى على تنوّعها في لبنان بين ديني وطائفي ومناطقي وحزبي وتعليمي ومهني وطبقي.

الشباب إذاً ليسوا فئة واحدة، والمجتمع ليس مجتمعاً واحداً. لكنّ لكلّ فئة همومها. فمنهم من يعتبر المال غاية قد يربطها بعضهم بالسلطة، ومنهم من يهمه المال كوسيلة للتغلب على مصاعب العيش. منهم من غايته الشهادات العلمية، ومنهم الوصول السهل إلى المناصب العالية. منهم من يكاد يعبد "زعيمه" ومنهم من يبتعد عن "الزعماء" و"الزعامات". منهم من يتعايش مع الدين، ومنهم من يسخّر نفسه للدين، ومنهم من يستغل الدين لمصالح معينة. منهم من يكتفي بالقليل ومنهم من يطمع في مال قارون. منهم من يتعصب لمذهبه ومنهم من يحاول التواصل مع الآخر.




بالإضافة إلى كلّ ذلك، من الشباب من يعرف ما الذي يريد، ومنهم من لا يعرف هو نفسه ما الذي يريد، فإذا قلت إنّ النارجيلة أو كرة القدم أو السلة لعباً أو تشجيعاً، مثلاً، من قضايا الشباب الأساسية، لن تجانب الحقيقة في كثيرين من بينهم. وعلى النقيض من ذلك - أو من غير نقيض - فإنّ آخرين غايتهم تأسيس عائلة مثلاً والسير على خطى أهلهم في ذلك، فيغرقون في أزمات الزواج وتأمين المنزل بما فيه، ومال الخطبة والعرس وغيره، والسعي إلى "ابنة الحلال"، أو "ابن الحلال"، التي قد يمضي الشباب فترة غير بسيطة في البحث عنها بجهد شخصي أو بتدبير الأهل والأقارب والجيران والأصدقاء. ربما يتسنى لهما الاقتران إن أمّنا ما أمّنا. وربما يقترنان من دون تأمين كلّ ذلك، فيغرقان في قضية لقمة العيش وتأمينها التي قد تقلب ابن الحلال وابنته، في نظر بعضهما إلى النقيض.

هي قضايا كثيرة، لكنّ شباباً كثيرين يؤجلون التفكير فيها الآن إلى ما بعد انتخابات تمكّن بعضهم من تولّي وظائف مؤقتة كمندوبين، وآخرين من الظفر ببعض المال ثمناً لأصواتهم.
المساهمون