صنّاع أفلام عرب في عضوية أكاديمية الأوسكار هذا العام

08 يوليو 2019
المخرج السوري طلال ديركي (فيسبوك)
+ الخط -
ضمّت أكاديمية علوم وفنون الصورة بأميركا، عددًا من الفنانين العرب إلى قائمة عضويتها، من بين 842 عضوًا جديدًا من 59 دولة مختلفة ونصفهم نساء، أعلنت أنهم صاروا يستطيعون التصويت على منح جوائز الأوسكار، ابتداءً من 1 يوليو/ تموز الجاري.

ويبدو أن الأكاديمية الشهيرة بتنظيم حفل توزيع جوائز الأوسكار سنويًا، عملت على تحسين اعتباراتها العرقية والجنسانية بشكل واضح، في قائمة أعضائها الجدد عام 2019، والتي

شملت 50% نساء و29% من الأشخاص ذوي البشرات الملونة، ما رفع النسبة المئوية للنساء في الأكاديمية من 31 إلى 32%، في حين بقيت النسبة المئوية للأعضاء ذوي البشرات الملونة 16%، كما كانت عليه عام 2018، وفقًا لتقارير وكالة الأنباء النيجيرية NAN.

ويبدو أن الأكاديمية سعت لتحسين صورتها، وعملت على توسيع قائمة أعضائها بشكل كبير، لتصبح أكثر شمولية وتنوعًا، بعدما قوبلت بغضب جماهيري ودعوات لمقاطعتها، من جراء انطلاق حملتين طاولتاها في الأعوام القليلة الماضية، أولاهما حملة "أوسكار شديد البياض"، التي انتقدت في عامي 2015 و2016، ترشح الممثلين البيض فقط لنيل جائزة الأوسكار عن فئتي "أفضل ممثل" و"أفضل ممثلة"، وثانيتهما حملة "وأنا أيضًا"، التي فضحت سوء السلوك الجنسي بحق النساء، من قبل العديد من أصحاب النفوذ في هوليوود.

وكشفت الأكاديمية أن نسبة النساء ارتفعت عام 2019، بمعدل 7%، ونسبة الملونين ارتفعت بمعدل 8% عن عام 2015، كما أعلنت في شهر إبريل/ نيسان أنها غيرت اسم فئة "أفضل الأفلام الناطقة بلغة أجنبية" إلى فئة "أفضل فيلم عالمي"، قبل حفل توزيع جوائز الأوسكار الـ 92 عام 2020، وفقًا لموقع "هوليوود ريبوتر".

وأوضحت الأكاديمية أنها اختارت الأعضاء الجدد، بناءً على "تميزهم في مساهماتهم الفنية"، وكان من بينهم المخرج المصري عمرو سلامة، والمنتج والمؤلف المصري محمد حفظي، اللذان عرض فيلمهما "الشيخ جاكسون" ضمن برنامج "العروض الخاصة" في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي عام 2017، والذي رشح أوليًا للوصول إلى سباق الأوسكار وتمثيل مصر فيه عام 2017، والمخرج السوري طلال ديركي، الذي وصل فيلمه الوثائقي "عن الآباء والأبناء" للقائمة النهائية لجوائز الأوسكار لعام 2019، والذي تميز بأفلامه المناهضة للاستبداد السياسي وللتطرف الديني بسورية، كما في فيلم "العودة إلى حمص"، الذي وثق الحياة اليومية لعبد الباسط الساروت، أيقونة الثورة السورية.

كما كانت المخرجة والكاتبة اليمنية خديجة السلامي، من بين الفنانين الذين انضموا لعضوية الأكاديمية هذا العام، بعد أن تميزت بأفلامها التي تتمحور حول حقوق المرأة، والتي ركزت على معاناة النساء اليمنيات على وجه التحديد، ومن بينها "غريبة في موطنها" الذي افتتح به المهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان في جنيف عام 2005، وفازت به بـ 6 جوائز في المهرجان ذاته، وفيلم "الصرخة" الذي شارك بمهرجان دبي السينمائي عام 2012، وتمحور حول مشاركة النساء اليمنيات في الثورة، وجهودهن لتحقيق التغيير الديمقراطي في البلاد، وفيلم "أمينة" الوثائقي عام 2006، الذي سلط الضوء على معاناة السجينات في اليمن.

ووقع اختيار الأكاديمية على المنتج المصري كريم عامر بدوره، للانضمام لعضويتها هذا العام، بعد ترشح فيلمه "الميدان" عام 2013، لنيل جائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي، في حفل توزيع جوائز الأوسكار الـ 86، وفوزه بجائزة "الجمهور" في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، وهو فيلم من إخراج جيهان نجيم، تمحور حول ثورة 25 يناير وانطلاقها من ميدان التحرير بمصر.

وقد لا يغيب عنا ملاحظة أن ما جمع بين العديد من الفنانين، الذين دخلوا عضوية الأكاديمية هذا العام، هو أفلامهم التي تناولت موضوعات تتعلق بمناهضة الاستبداد والدفاع عن حقوق الإنسان، إلا أن اختيار الأكاديمية لبعض الفنانين العرب، للانضمام لعضويتها هذا العام كان غير متوقع، مثل الممثلة المصرية يسرا، التي تضاءلت مشاركاتها السينمائية في الأعوام القليلة الماضية، حتى اختفت نهائيًا في الموسم الرمضاني الماضي.

دلالات
المساهمون