مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وجدت الكثير من العراقيات، خصوصاً ربات المنازل، متنفساً لهن. لكنّ الأمر من جهة أخرى يتسبب في شرخ في علاقاتهن الأسرية، كما يؤكد البعض.
تقول زينة جبار (30 عاماً)، وهي ربة منزل تنشغل يومياً بموقع "فيسبوك": "يمكنني القول إنّني منذ تعلمت كيفية استخدام فيسبوك بتّ مدمنة عليه. يكشف أمامي عالماً آخر لم أكن أعرفه بالأمس القريب". تقول جبار لـ"العربي الجديد": "نعم أفرطت نوعاً ما في الانشغال بالموقع وانبهرت به. كثيراً ما سبب لي ذلك مشاكل مع زوجي ومتاعب في متابعة أطفالي الصغار، خصوصاً أنّ قدم طفلتي احترقت بالمكوى عندما كنت منشغلة بالتواصل مع صديقات تعرفت عليهن على فيسبوك". تضيف أنّها حاولت في العديد من المرات الابتعاد عن تلك المواقع والاتجاه إلى أطفالها، لكنّ محاولاتها تفشل كلّ مرة.
بدوره، يقول الموظف الحكومي رائد محمد (44 عاما) لـ"العربي الجديد": "لا شك في أنّ انشغال الزوجة بمواقع التواصل الاجتماعي يؤثر سلباً على حياة الأبناء، والحياة الزوجية أيضاً. يجب السيطرة على هذا الأمر، فالنساء حين يدخلن إلى هذه المواقع يستنزفن أوقاتاً طويلة في متابعة عالم الموضة والمكياج وغيرهما. وهو ما من شأنه أن يشتت ذهن الأم، ويقلل من تركيزها في إدارة التزاماتها الأسرية كزوجة وأم. كما يزيد من حالات الطلاق والمشاكل الأسرية".
يتابع: "سابقاً، كانت النساء، خصوصاً ربات المنازل، يعطين كلّ وقتهن وجهدهن للالتزامات المنزلية، من شراء للطعام وطهيه، وغسل للملابس وكيها، ونظافة المنزل، وتلبية الاحتياجات المنزلية ومتطلبات الزوج والأبناء. وهذا التفرغ لأبنائهن وبيوتهن، سواء أكان هذا القرار عن رضا وقناعة أم فرضاً يستهلك كلّ رصيد يومهن، فيذهبن إلى النوم منهكات. تلك الممارسات كانت تؤمّن للنساء شعوراً بالرضا في تقديمهن يوماً مُنتِجاً لأسرهن".
ويقارن: "أما اليوم، فنجد أنّ نحو 70 في المائة من ربات المنازل انشغلن بمواقع التواصل الاجتماعي بشكل مفرط، مع التسلية التي تؤمّنها لهن وإمضاء الوقت، الذي قد يكنّ بحاجة ماسة إليه من دون أن يتمكنّ من التوفيق بين متطلبات المنزل والأسرة وبين تلك المواقع". يؤكد أنّ هذا الأمر "زاد من ابتعادهن عن أزواجهن وأبنائهن. كما أنّ تلك المواقع تزيد من طلبات الزوجة التي تثقل كاهل الأسرة بمستلزمات كمالية. في رأيي، فإنّ قلة من النساء تعمل على تطوير قدراتها الذاتية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي".
من جهته، يقول الصحافي، مروان الجبوري، (35 عاماً)، لـ"العربي الجديد": "مرّ العراق بتحولات اجتماعية وسياسية واقتصادية كبيرة بعد عام 2003. فبعد أكثر من عقد من العزلة بسبب الحصار الذي فرض على العراق في تسعينيات القرن الماضي، انفتح العراقيون على العالم بشكل غير متزن ربما، فامتلأ الفضاء بالقنوات العراقية ووسائل الإعلام الأخرى. وعندما انتشر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي كان العراقيون في المقدمة، لا سيما موقع فيسبوك، حيث أصبح يشغل كثيرا من أوقاتهم، وأصبح مرآة تعبر عن حياتهم المليئة بالأزمات".
ويتابع: "استطاعت هذه المواقع الدخول إلى بيوت العراقيين وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من يومياتهم، لا سيما أنّ الكثير من النساء خياراتهن محدودة في الخروج وقضاء الوقت خارج المنزل بسبب الظروف الأمنية غير المستقرة، مما أدى إلى إقبال شديد من قبل العراقيات على هذه المواقع".
يشير الجبوري إلى أنّ الإفراط في استخدام المواقع يؤدي إلى ظهور مشاكل اجتماعية خاصة بين الأزواج، حيث يشتكي الكثيرون من برودة العلاقات بين الطرفين بسبب انشغالهما بالتواصل مع الآخرين. وبعض الأزواج أصبح يشتكي من إهمال الزوجات لأطفالهن والتقصير في تدبير شؤون المنزل، وضعف التواصل الأسري والاجتماعي. وهو ما ستشكل نتائجه خطراً على تماسك الأسرة واستقرارها النفسي، كما يقول. ويتابع: "ربما لأنّ العراقيين يعيشون أوضاعاً غير طبيعية، فقد أصبحت هذه المواقع تأخذ حيزاً كبيراً جداً من أوقاتهم، مما يهدد بتفكك العديد من الأسر وظهور جيل انطوائي منعزل بعيد عن الواقع، لأنّ المرأة هي العمود الفقري للأسرة، مما يستدعي وضع حلول جذرية وعاجلة قبل استفحال الظاهرة".
اقــرأ أيضاً
تقول زينة جبار (30 عاماً)، وهي ربة منزل تنشغل يومياً بموقع "فيسبوك": "يمكنني القول إنّني منذ تعلمت كيفية استخدام فيسبوك بتّ مدمنة عليه. يكشف أمامي عالماً آخر لم أكن أعرفه بالأمس القريب". تقول جبار لـ"العربي الجديد": "نعم أفرطت نوعاً ما في الانشغال بالموقع وانبهرت به. كثيراً ما سبب لي ذلك مشاكل مع زوجي ومتاعب في متابعة أطفالي الصغار، خصوصاً أنّ قدم طفلتي احترقت بالمكوى عندما كنت منشغلة بالتواصل مع صديقات تعرفت عليهن على فيسبوك". تضيف أنّها حاولت في العديد من المرات الابتعاد عن تلك المواقع والاتجاه إلى أطفالها، لكنّ محاولاتها تفشل كلّ مرة.
بدوره، يقول الموظف الحكومي رائد محمد (44 عاما) لـ"العربي الجديد": "لا شك في أنّ انشغال الزوجة بمواقع التواصل الاجتماعي يؤثر سلباً على حياة الأبناء، والحياة الزوجية أيضاً. يجب السيطرة على هذا الأمر، فالنساء حين يدخلن إلى هذه المواقع يستنزفن أوقاتاً طويلة في متابعة عالم الموضة والمكياج وغيرهما. وهو ما من شأنه أن يشتت ذهن الأم، ويقلل من تركيزها في إدارة التزاماتها الأسرية كزوجة وأم. كما يزيد من حالات الطلاق والمشاكل الأسرية".
يتابع: "سابقاً، كانت النساء، خصوصاً ربات المنازل، يعطين كلّ وقتهن وجهدهن للالتزامات المنزلية، من شراء للطعام وطهيه، وغسل للملابس وكيها، ونظافة المنزل، وتلبية الاحتياجات المنزلية ومتطلبات الزوج والأبناء. وهذا التفرغ لأبنائهن وبيوتهن، سواء أكان هذا القرار عن رضا وقناعة أم فرضاً يستهلك كلّ رصيد يومهن، فيذهبن إلى النوم منهكات. تلك الممارسات كانت تؤمّن للنساء شعوراً بالرضا في تقديمهن يوماً مُنتِجاً لأسرهن".
ويقارن: "أما اليوم، فنجد أنّ نحو 70 في المائة من ربات المنازل انشغلن بمواقع التواصل الاجتماعي بشكل مفرط، مع التسلية التي تؤمّنها لهن وإمضاء الوقت، الذي قد يكنّ بحاجة ماسة إليه من دون أن يتمكنّ من التوفيق بين متطلبات المنزل والأسرة وبين تلك المواقع". يؤكد أنّ هذا الأمر "زاد من ابتعادهن عن أزواجهن وأبنائهن. كما أنّ تلك المواقع تزيد من طلبات الزوجة التي تثقل كاهل الأسرة بمستلزمات كمالية. في رأيي، فإنّ قلة من النساء تعمل على تطوير قدراتها الذاتية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي".
من جهته، يقول الصحافي، مروان الجبوري، (35 عاماً)، لـ"العربي الجديد": "مرّ العراق بتحولات اجتماعية وسياسية واقتصادية كبيرة بعد عام 2003. فبعد أكثر من عقد من العزلة بسبب الحصار الذي فرض على العراق في تسعينيات القرن الماضي، انفتح العراقيون على العالم بشكل غير متزن ربما، فامتلأ الفضاء بالقنوات العراقية ووسائل الإعلام الأخرى. وعندما انتشر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي كان العراقيون في المقدمة، لا سيما موقع فيسبوك، حيث أصبح يشغل كثيرا من أوقاتهم، وأصبح مرآة تعبر عن حياتهم المليئة بالأزمات".
ويتابع: "استطاعت هذه المواقع الدخول إلى بيوت العراقيين وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من يومياتهم، لا سيما أنّ الكثير من النساء خياراتهن محدودة في الخروج وقضاء الوقت خارج المنزل بسبب الظروف الأمنية غير المستقرة، مما أدى إلى إقبال شديد من قبل العراقيات على هذه المواقع".
يشير الجبوري إلى أنّ الإفراط في استخدام المواقع يؤدي إلى ظهور مشاكل اجتماعية خاصة بين الأزواج، حيث يشتكي الكثيرون من برودة العلاقات بين الطرفين بسبب انشغالهما بالتواصل مع الآخرين. وبعض الأزواج أصبح يشتكي من إهمال الزوجات لأطفالهن والتقصير في تدبير شؤون المنزل، وضعف التواصل الأسري والاجتماعي. وهو ما ستشكل نتائجه خطراً على تماسك الأسرة واستقرارها النفسي، كما يقول. ويتابع: "ربما لأنّ العراقيين يعيشون أوضاعاً غير طبيعية، فقد أصبحت هذه المواقع تأخذ حيزاً كبيراً جداً من أوقاتهم، مما يهدد بتفكك العديد من الأسر وظهور جيل انطوائي منعزل بعيد عن الواقع، لأنّ المرأة هي العمود الفقري للأسرة، مما يستدعي وضع حلول جذرية وعاجلة قبل استفحال الظاهرة".