أعلن تشكيل عشائري عراقي، من السنة والشيعة، خلال مؤتمر صحافي مشترك في بغداد، اليوم، عن رفض العشائر التدخل الخارجي الأميركي أو الإيراني في العراق، مطالبين بتشكيل حكومة إنقاذ وطنية بديلاً عن حكومة نوري المالكي لنزع فتيل الأزمة.
وقال نائب رئيس مجلس عشائر بغداد حسن الربيعي لـ "العربي الجديد"، إن المؤتمر يأتي كثاني حراك عشائري شعبي سلمي من نوعه بعد يوم واحد من تنظيم تظاهرات في بغداد دعت لإبعاد الدين عن الأزمة لتجنب حرب طائفية عراقية، فضلاً عن الدعوة لعزل حكومة المالكي، وتشكيل حكومة وطنية ورفض التدخل الخارجي في أزمة العراق الحالية.
وأوضح الربيعي أنّ نحو 200 ممثل عن عشائر عراقية سنية وشيعية، حضروا المؤتمر في بغداد، وكان أقرب الى الاجتماع الموسع جرى من خلاله التوصل الى قاعدة تفاهمات مشتركة، من بينها رفض التدخل العسكري من قبل إيران أو الولايات المتحدة في العراق في الأزمة الحالية. وأضاف أنّه "جرى استعراض تاريخ تلك التدخلات السلبية كما تم الاتفاق على المطالبة بإزاحة المالكي من المشهد، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني طارئة، لتسيير أمور البلاد بهدف تلبية مطالب العشائر السنية، فضلاً عن التحذير من استخدام العامل الديني في الأزمة".
وقال إنّ "المؤتمر رفع توصياته لقادة الكتل السياسية لاعتمادها ضمن الاجتماعات اليومية، التي تعقد في منزل رئيس التحالف إبراهيم الجعفري في بغداد".
وفي السياق نفسه، قال القيادي في التيار الصدري حاكم الزاملي، إن دعوة الحكومة للولايات المتحدة للتدخل في العراق عسكرياً تعتبر مخالفة للدستور وغير شرعية كونها لم تكتسب موافقة البرلمان.
وقال الزاملي لـ "العربي الجديد" "نحن ضدّ أي تدخل عسكري في العراق كونه يعقد الأزمة بشكل يهدّد وحدة العراق"، مضيفاً أنه "سيكون على المالكي تقديم توضيحات للبرلمان الحالي أو للجنة الأمن والدفاع عن سبب خرقه الدستور والطلب بمساعدة الولايات المتحدة دون الرجوع الى السلطة التشريعية المتمثلة بالبرلمان".
بدورها، أكدت كتلة "متحدون" دعوة المالكي للتدخل الأميركي عسكرياً، دليل على فشله في بناء المؤسسة العسكرية رغم إنفاق 24 مليار دولار عليها خلال السنوات الثمانية الماضية. وقال القيادي في "متحدون" خالد الدليمي لـ "العربي الجديد"، إن "المالكي يطالب بتدخل أميركي علني، فيما يطلب بالتدخل سرّاً من إيران بعد إنفاقه 24 مليار على جيش لم يصمد لساعات قليلة".
وتابع الدليمي أن "تلك الدعوات تنطلي على خبث سياسي ضمن سعي المالكي للبقاء في السلطة أطول فترة ممكنة بحجة وضع الطوارئ والعمليات العسكرية. وأضاف أن "الحل الوحيد للخروج من الأزمة هو خروج المالكي من المنطقة الخضراء واختفاءه من المشهد العراقي كونه سيمنح العراق فرصة للحل."
وفي السياق، كشف مصدر رفيع بوزارة الدفاع العراقية عن وصول وفد عسكري عراقي برفقة مستشار الامن الوطني العراقي فالح الفياض الى طهران، لتقديم طلب استئجار 15 طائرة مروحية عسكرية إيرانية لاستخدامها في العمليات العسكرية الجارية بالعراق.
وقال المصدر الذي رفض الكشف عن هويته لـ "العربي الجديد" إن "المالكي لمس موافقة مبدئية من طهران على الطلب وجاءت زيارة الوفد للتباحث حول تفاصيل الاتفاق وآلية تنفيذه بوقت سريع". وبين أن العراق يمتلك 74 مروحية قتالية فقط سقطت منها خلال الأشهر الستة الماضية 25 طائرة بسبب هجمات أو خلل فني، وصار العدد الحالي غير كافي لتغطية جميع المناطق الساخنة، خصوصاً وأن المروحيات الحالية من طراز قديم وتعود لسلاح الجوّ العراقي قبل العام 2003 .
وأوضح أنه "في حال وصول تلك الطائرات لن تحتاج الى دورات لتدريب أطقم عراقية عليها كونه روسية الصنع وتشبه الى حد كبير الطائرات المستعملة حاليا بالعراق".