غاز إسرائيل في أوروبا عبر تركيا

28 يونيو 2016
ورقة الغاز ستكون المستفيد الأكبر من الاتفاق بين الطرفين(Getty)
+ الخط -


لم يخف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن اتفاق تطبيع العلاقات مع تركيا سيكون له أثر "هائل" على اقتصاد بلاده، فيما ينظر محللون إلى الاتفاق على أنه إيذان بخروج الغاز الإسرائيلي من محبسه بعد ظهور عقبات عدة لتصديره إلى دول عربية، وكذلك ارتفاع تكاليف وصوله إلى أوروبا من دون المرور عبر تركيا، التي تعد سوقاً كبيرة للاستهلاك.

وتوصلت تركيا وإسرائيل، إلى اتفاق يوم الأحد الماضي، يقضي بتطبيع العلاقات السياسية والدبلوماسية، بعد صدع في العلاقات استمر على مدار ستة أعوام، على خلفية قتل البحرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي عشرة نشطاء أتراك داعمين للفلسطينيين حاولوا الإبحار باتجاه قطاع غزة المحاصر عام 2010.
ويبدو أن ورقة الغاز ستكون المستفيد الأكبر من الاتفاق بين الطرفين، حيث تظهر تصريحات المسؤولين في الجانبين، أن العلاقات الاقتصادية لم تتأثر على مدار الأعوام الماضية رغم التوتر السياسي.

وارتفع حجم التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل، وفق القنصل الإسرائيلي في إسطنبول شاعي كوهين في تصريحات صحافية نهاية 2015، لأكثر من 5.5 مليارات دولار، بينما بلغت في 2010 نحو 3.4 مليارات دولار، بزيادة بلغت نسبتها 62%.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، أمس، إن الاتفاق مع تركيا "له آثار هائلة على الاقتصاد الإسرائيلي، وأنا أستخدم تلك الكلمة عن قصد".
وتطمح الحكومة الإسرائيلية إلى تصدير كميات كبيرة من الغاز الطبيعي لا تزال حبيسة، بينما تزايدت الشكوك في الآونة الأخيرة، حول جدوى تصديره، واحتمالات حصول مشروعات صناعة الغاز على التمويل المطلوب، سواء من المصارف العالمية أو حتى من المجموعة الأوروبية التي تسعى إلى شراء هذا الغاز.

وتعد الوجهة التركية حاليا هي الأنسب لتصدير الغاز الإسرائيلي وفق المحللين، ومن خلالها يمكن النفاذ إلى السوق الأوروبية التي تسعى لتنويع مصادرها بعيداً عن روسيا، بعد توتر العلاقات بسبب الأزمة الأوكرانية.
لكن رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، قال في تصريحات صحافية أمس، إنه من السابق لأوانه الحديث عن اتفاقات غاز مع إسرائيل، في ردّ على سؤال عن احتمالات تعزيز الروابط في مجال الطاقة بين البلدين.

غير أن وسائل إعلام تركية نقلت في مايو/أيار الماضي عن مدير شركة الغاز التركية، عمر ينغول، قوله إن تل أبيب وأنقرة على وشك توقيع اتفاق لتصدير الغاز الطبيعي من حقول إسرائيل إلى تركيا.
كما قال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينيتس، في وقت سابق من الشهر الماضي إن الجانبين "اقتربا جدا من الوصول إلى اتفاق".
لكن مسؤولين أتراكا أشاروا إلى استفادة بلادهم، التي تسعى لأن تكون مركزا لتصدير الغاز إلى أوروبا، من استيراد الغاز من إسرائيل.

وصعدت أسهم شركة "زورلو" التركية للطاقة، التي تدير أنشطة في إسرائيل 7%، بعد الإعلان عن الاتفاق بشأن تطبيع العلاقات بين البلدين.
ونما استهلاك الغاز في تركيا بشكل مطرد في السنوات الأخيرة، وبلغ 1.7 ترليون قدم مكعبة في عام 2014، والذي تتم تلبيته بشكل أساسي عبر الاستيراد من الخارج ، وبالأخص من روسيا، التي تلبي أكثر من نصف احتياجات تركيا.



المساهمون