غرانيت تشاكا..ارتكاز غير تقليدي وصفقة قوية للمدفعجية

25 مايو 2016
تشاكا ودّع مونشنغلادباخ للقاء جماهير آرسنال (Getty)
+ الخط -

يحاول آرسنال فعل شيء مختلف في سوق الانتقالات هذه المرة، والبداية كانت موفقة بامتياز، بعد الاتفاق النهائي مع غرانيت تشاكا، أحد أفضل لاعبي البوندسليغا لهذا الموسم، والنجم الأميز في صفوف مونشنغلادباخ، ليضيف أرسين فينغر اسماً جديداً لكتيبة الوسط، الخط الذي يساوي ضبطه كثيراً، خصوصاً في بطولة دوري وشاقة مثل الدوري الإنجليزي الممتاز.

موهبة حقيقية
في تقريرها الفني عن تشاكا، أفردت "سكاي سبورتس" جانباً كبيراً من اهتمامها للحديث عن اللاعب السويسري، الذي يبلغ من العمر 23 عاماً فقط، ويقدم مستوى رائعاً مع منتخب سويسرا وفريق مونشن، النادي الذي التقطه سريعاً بعد فترة تألق مع ناديه الأصلي بازل، لدرجة أنه صار من وجهة نظر كثيرين الموهبة الأبرز في سويسرا، حتى قبل شاكيري نجم ستوك سيتي.

يعشق تشاكا النجم، زين الدين زيدان، ويعتبره القدوة والمثال، لكن أوتمار هيتسفيلد، المدرب السابق للمنتخب السويسري وصفه بشفاينشتايغر الجديد، نتيجة تميزه الشديد في الجمع بين الواجبات الدفاعية والهجومية في آن واحد، مع قدرة كبيرة على التغطية أمام الرباعي الأخير، مع قدرات فائقة على مستوى التمرير والاحتفاظ بالكرة، لذلك يعتبر أسلوبه قريباً من الحقبة الذهبية للتايغر الألماني، سواء في بايرن أو المانشافت.

إنه "أينشتاين الصغير" كما أطلقت عليه الصحافة الألمانية، وفق تقرير سكاي، بسبب دقة تمريراته وتميزها من الخلف، مع الرؤية الممتازة في بناء الهجمات، والدفاع على طريقة اللعب التمركزي، من خلال شغل الفراغات من دون الكرة، وإغلاق كافة زوايا التمرير على لاعبي المنافس، في أسلوب قريب بعض الشيء من طريقة نجم برشلونة بوسكيتس في اللعب.

إحصاءات ممتازة
تشاكا لاعب ارتكاز قوي في التمرير، مميز في ألعاب الهواء، ورائع في افتكاك الكرات، مع ميل إلى لعب الكرات الطولية والتمريرات القصيرة في وبين الخطوط. ومع طريقة لعب مونشنغلادباخ التي تعتمد على ثنائي محوري في المنتصف، يلعب تشاكا كلاعب ارتكاز أقرب إلى صيغة "الهولدينغ"، أي اللاعب الذي يعود باستمرار إلى الخلف للتغطية، مع السماح لزميله محمود داهود بالصعود إلى الثلث الهجومي من أجل الزيادة العددية.

بلغت دقة تمريره في الدوري الألماني 85%، مع تمرير قرابة السبع كرات طولية في كل مباراة، لذلك تعتبر هذه الأرقام بمثابة دليل قوي على تألقه في مركز صانع اللعب المتأخر الذي يعرف فنياً بـ "ديب لاينغ"، لكنه هجومياً ضعيف بعض الشيء على مستوى الإنتاج، بتسجيله 3 أهداف وصناعته هدفاً يتيماً طوال الموسم في البطولة المحلية، لأنه يتمركز بصفة رئيسية في نصف ملعبه.

وعلى الرغم من ميل غرانيت إلى الأناقة في الأداء، إلا أنه صلب جداً دفاعياً، من خلال قيامه بأكثر من عرقلة مشروعة في كل مباراة، مع قدرة كبيرة على كسر كافة هجمات المنافس دون ارتكاب مخالفات متكررة، وبلغة الأرقام قام السويسري بعمل 72 افتكاكاً سليماً، و54 عرقلة صحيحة هذا الموسم في الدوري.

آرسنال الجديد
يضم آرسنال أكثر من لاعب ارتكاز، كوكلين أولهم، والنني آخرهم، ويعتبر الفرنسي لاعب ارتكاز دفاعي بامتياز، بسبب قوته في قطع هجمات المنافسين مع مجهوده الوافر، لكنه ضعيف بعض الشيء في عملية التمرير من الخلف، لذلك يتم ضرب آرسنال في حالة الضغط على دفاعه، خصوصاً في حالة غياب كازورلا، اللاعب الوحيد في هذه المنطقة الذي يعطي الفريق عمقاً أكبر في التمريرات الذكية غير المتوقعة.

أما النني فتطور بشكل مذهل مع المدفعجية، ونال إشادة الكل من جمهور ومتابعين، لكنه يبدع أكثر في الشق الهجومي، لقوة تسديداته واستغلاله عنصر المباغتة في القطع من الخلف إلى أمام منطقة الجزاء، لكنه أيضاً أقل من غيره في الدفاع دون الكرة، مع فقدانه بعضَ التوازن في ما يخص التمركز الدفاعي أمام لاعبين يجيدون التوغل بين الخطوط.

وبالتالي سيضيف تشاكا كثيراً للفريق اللندني، لأنه أفضل من زملائه في عملية البناء من الخلف، ويجيد بشدة الهروب من مصيدة الضغط، مع إضافة صانع لعب جديد إلى توليفة المنتصف، لذلك يستطيع السويسري شغل الخانة الأساسية رفقة أي لاعب آخر، كمحمد النني وسانتي كازورلا، وأرون رامسي، للجمع بين الإنتاج التهديفي والمهارة في المراوغة، والتسديدات بعيدة المدى، في انتظار موسم مختلف هذه المرة لفينجر وتلاميذه!

دلالات
المساهمون