كيف تتحقق الشهرة الفردية في الفرق الجماعية؟

06 نوفمبر 2016
انطلقت مايا دياب منفردة بعد فرقة فور كاتس (فيسبوك)
+ الخط -
شهدت فترة السبعينيات من القرن الماضي، ظهور وانتشار الفرق الغنائية في مصر في مواجهة الغناء الفردي، وكانت تجربة ناجحة حققت قدراً كبيراً من الانتشار. وكان من أشهر تلك الفرق، فرقة "النهار" التي أسسها الفنان، محمد نوح، مع أبنائه سحر ومريم وهاشم بعد حرب أكتوبر 1973، وذلك بهدف تقديم الأغاني الوطنية والحماسية، تبعتْها فرقة "المصريين" التي أسَّسها الموسيقار، هاني شنودة، عام 1977، وكانت تضم إيمان يونس ومنى عزيز وعمر فتحي وتحسين يلمظ وصلاح جاهين، ثم تبعتها فرقة "فور إم" التي أسسها الفنان، عزت أبوعوف، مع شقيقاته الأربع مها ومنى ومنال وميرفت عام 1979. وفي عام 1980، ظهرت فرقة "الأصدقاء" التي أسسها الموسيقار، عمار الشريعي، وكانت تضم منى عبد الغني وعلاء عبد الخالق وحنان. وبعدها بأربعة أعوام، أسس، حسين الإمام، فرقة "طيبة" الغنائية التي ضمت مودي الإمام وأحمد عز، لمّا كان عازف "درامز" في الجامعة قبل انخراطه في العمل السياسي.
لكن كل تلك الفرق تفكَّكت، ولم يعد لها وجود بسبب ظروف أعضائها، وبقي على الأقل فنان واحد من كل فرقة، أتيحت له الفرصة ليلمع، ويخطو منفرداً في مشواره الفني، فيما عدا فرقة "الأصدقاء" التي حقق جميع أعضائها نجاحاً فردياً في مسيرتهم الفنية التي استمرت حتى التسعينيات.

ويبدو أنّ هذه الآلية تعمل بها غالبية الفرق الغنائية، فحتى في الوقت الحالي، تبدأ الفرق الغنائية قوية، وتحظى بنجاح وانتشار واسع، وسرعان ما تختفي أو تتفكّك ويبقى أحد أعضائها ليعمل بشكل فردي محققاً نجاحاً مضاعفاً عما حققه داخل المجموعة. ويعتقد بعض النقاد أن موهبة الشخص هي ضمان استمراريته وانتقائه من داخل المجموعة بفضل مخرج أو مكتشف نجوم يتيح الفرصة له ليبدأ مسيرته الفنية منفصلاً عن الفرقة. وهو ما حدث مع الفنانتين نيكول سابا ومايا دياب اللتين كانتا عضوتين في فرقة "فور كاتس" اللبنانية. وحققت تلك الفرقة التي تكونت في أواخر التسعينيات، نجاحاً وشهرة كبيرين في العالم العربي، وتوالى عليها عدد كبير من المغنيات. وخرجت منها نيكول سابا لتعمل على مشروعها الخاص في الغناء والتمثيل. وفي عام 2010، قررت مايا دياب الانفصال عن الفرقة لتعمل بمفردها، وتحقق نجاحاً فردياً وشهرة كبيرة، في حين توقفت الفرقة، ولم تنتج جديداً.
وربما يؤكد مشوار أحمد فهمي، أحد أعضاء فرقة "واما" سابقاً، رأي النقاد. فالفرقة التي ظهرت عام 2003، بأعضائها الأربعة نادر حمدي وأحمد الشامي وأحمد فهمي ومحمد نور، وحققت نجاحاً جماعيّاً وقبولاً جماهيرياً، في وقت اختفى فيه ذلك اللون من الغناء الجماعي في مصر، تفككت واختفت بعد فترة، صاحبها في تلك الفترة صعود أحمد فهمي كنجم منفرد سواء في التمثيل أو الغناء أو تقديم البرامج، وحين حاول عضوان آخران في الفريق دخول عالم التمثيل، لم يحققا النجاح المتوقع، ولم يتم تكرار التجربة مرة أخرى.


وينطبق نفس الطرح على أمير صلاح الدين، أحد أعضاء فرقة "بلاك تيما" الذي حصل شهرة أكثر من باقي أعضاء الفرقة أحمد بحر ومحمد عبده، ربما لقبول حظي به عند الجمهور، وربما بموهبة أيضاً دفعت المخرجين لإعطائه فرصة حتى يبدأ مشروعه الفني الخاص بعيداً عن الفرقة وتلميعه كممثل ومطرب.
دلالات
المساهمون