لافروف يؤكد تأييد موسكو مبادرة الكويت لتسوية الأزمة الخليجية

28 اغسطس 2017
لافروف التقى أمير الكويت (ألكسندر شيرباك/Getty)
+ الخط -

أكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الإثنين، تأييد بلاده لمبادرة الكويت لتسوية أزمة قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، مؤكداً في الوقت نفسه أنّ روسيا لن تنافس أحداً في ذلك.

وقال لافروف، في تصريحات صحافية، من الكويت: "نؤيد المبادرة الكويتية. لا نريد منافسة أحد. لدينا بالفعل علاقات طيبة مع كل الدول التي باتت في هذا الوضع الصعب".

وأضاف بعد لقاء مغلق مع أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في مستهل جولته الخليجية: "ننطلق من أنّ المبادرة الكويتية تستحق دعم كل من بوسعه التأثير إيجاباً على هذا الوضع. سنكون مستعدين لتقديم هذا الدعم في تلك الأطر التي ستكون مقبولة لكافة أطراف هذا الوضع".

واستهل وزير الخارجية الروسي، اليوم الإثنين، جولته الخليجية لبحث الأزمة التي افتعلتها دول الحصار، من الكويت، فيما يرتقب أن تشمل الجولة أيضاً الإمارات وقطر، وتستمر حتى الأربعاء المقبل.

والتقى لافروف فور وصوله، أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في قصر بيان، بحضور ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية "كونا".

كما حضر اللقاء، بحسب "كونا"، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، المستشار بالديوان الأميري محمد ضيف الله شرار، ونائب وزير الخارجية خالد سليمان الجارالله.

وعلى الرغم من نفي المسؤولين الروس سعي بلادهم للوساطة بين أطراف أزمة قطع الدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، إلا أنّ ترتيب الدول التي يزورها لافروف في إطار جولته، الكويت ثم الإمارات ثم قطر، أثار تساؤلات حول دور موسكو المحتمل في تسوية الأزمة.
ويبحث الوزير الروسي، الأزمة الخليجية الناتجة عن الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر على قطر، منذ 5 يونيو/ حزيران الماضي، بعد حملة تحريضية واسعة بدأت بقرصنة وكالة الأنباء القطرية "قنا".

كما سيبحث لافروف، سبل الدفع بالعلاقات الثنائية مع الدول المعنية بهذه الجولة، لا سيما التعاون في مجال الطاقة وزيادة التبادل التجاري.


والتزمت موسكو حتى اليوم، الحياد حيال الأزمة الخليجية منذ اندلاعها قبل نحو ثلاثة أشهر، ودعت مراراً إلى اعتماد الحوار بين كافة الأطراف، فيما أكدت الدوحة مراراً أنّ الكويت الوسيط الوحيد لحل الأزمة.

وكانت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، قد دعت أطراف الأزمة الخليجية إلى "التخلي عن خطاب المواجهة، ومناقشة القضايا الخلافية المتراكمة على طاولة المفاوضات، والتوصل إلى حلول وسط".

وأكد السفير الروسي لدى قطر نور محمد خولوف، في تصريحات لوكالة "نوفوستي"، أنّ زيارة لافروف تهدف إلى مناقشة مستجدات الأزمة الخليجية، لافتاً إلى أنّ بلاده "لن تكون وسيطاً في تسوية الأزمة".

وفي تصريحات لـ"العربي الجديد"، قال المحلل السياسي والدبلوماسي الروسي السابق، فياتشيسلاف ماتوزوف، إنّ تسوية الأزمة الخليجية يجب أن تتم برفع الحصار عن قطر وإقرار "مصالحة شاملة". وأضاف: "لم تطلب قطر أو السعودية من روسيا أن تتوسط لتسوية الأزمة، ولكن الوضع الراهن يعيد إلى الواجهة المقترح الروسي بشأن عقد مؤتمر دولي حول الأمن في الخليج".

ومن المتوقع أن يتوجه لافروف لاحقاً إلى أبوظبي، حيث سيجري مباحثات مع ولي العهد محمد بن زايد آل نهيان، ووزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان.

وفي الدوحة، سيجري وزير الخارجية الروسي مباحثات مع أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وكذلك نظيره القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ووزير الدولة لشؤون الدفاع خالد بن محمد العطية.