لبنان: عون وجعجع يتحاوران لإعادة تفعيل البرلمان

21 اغسطس 2015
البرلمان معطّل جرّاء الخلاف حول انتخابات الرئاسة (Getty)
+ الخط -
أعلن أمين سر تكتل "التغيير والإصلاح" (برئاسة النائب ميشال عون)، النائب إبراهيم كنعان، بعد لقائه رئيس حزب "القوات اللبنانية"، سمير جعجع، أنّ الطرفين يؤكدان على عمل مجلس النواب تحت سقف التفاهم على الأولويات في ظلّ الشغور الرئاسي، مشدداً على أن تجاوز صلاحيات الرئيس بعمل مجلس الوزراء أمر مرفوض.


ووضعت مصادر "التيار الوطني الحرّ"، الذي يرأسه عون، هذا اللقاء في إطار محاولة العونيين والقواتيين العمل على ملف "إعادة الحياة إلى المجلس النيابي"، الذي تعطّله القوى المسيحية بحجة الشغور الرئاسي (المستمر منذ مايو/ أيار 2014)، على اعتبار أنّ أولى مهمات النواب انتخاب رئيس جديد.

وأفادت معلومات خاصة بـ"العربي الجديد"، بأنّ عون وجعجع "لا يمانعان إعادة فتح أبواب المجلس أمام الجلسات التشريعية، لكن وفق الأوصول والأولويات"، حيث تمّ التأكيد على أنّ المشاركة بأي جلسة تستوجب الاتفاق والاطلاع على جدول الأعمال المطروح عليها. وبالتالي فإنّ "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحرّ" مستعدّان للنزول إلى المجلس النيابي، الذي يقاطعانه منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، في حال "وضع بندين أولين على جدول الأعمال، وهما قانون الانتخابات النيابية وقانون استعادة الجنسية للبنانيين المغتربين".

ويعتبر "التيار" و"القوات" أنّ "القانون الانتخابي جزء استراتيجي من الحقوق المسيحية ويحقق التمثيل الصحيح للمسيحيين"، أما قانون استعادة الجنسية فيشكل مطلباً آخر للقوى المسيحية، التي سبق وأعدّت الكثير من الدراسات في الأعوام الأخيرة حول أعداد اللبنانيين الذين يرغبون باستعادة جنسيّاتهم ظناً منهم أن أغلبية هؤلاء من المسيحيين، الأمر الذي من شأنه تعزيز التمثيل المسيحي.

ووفقاً لهذا الاتفاق، من المفترض أن تعرض هذه المطالب على رئيس مجلس النواب، نبيه بري، بغية درسها وإقناعه في وضعها على جدول أعمال أي جلسة تشريعية مزمع عقدها في الأيام الآتية، كما أنه من المفترض أن يستكمل الطرفان النقاشات بهذا الخصوص مع باقي الأطراف المسيحية، وتحديداً حزب "الكتائب" و"تيار المردة".

وكان أمين عام "حزب الله"، حسن نصر الله، قد سبق ودعا في خطابه الأخير في 14 أغسطس/ آب الجاري، حليفه النائب عون إلى التعاون لفتح أبواب مجلس النواب وتعميم منطق الحوار بغية تسيير أمور الناس والدولة، علماً أنّ المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، لا يزال يعمل على إعداد تسوية لإرضاء عون بعد التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي، الأمر الذي أدى إلى خسارة فريق عون لمطلب تعيين صهره، العميد شامل روكز، في قيادة الجيش.

ويحاول إبراهيم، مدعوماً من معظم الكتل الوسطية، وأبرزها كتلتا الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط، إعداد تسوية متكاملة لإعادة التوازن والنشاط إلى مجلس الوزراء، والحياة إلى المجلس النيابي، وخصوصاً أن الحكومة دخلت في إجازة قصرية منذ أكثر من أسبوع نتيجة فقدان التفاهم السياسي بين مكوّناتها.

وتأتي زيارة كنعان إلى معراب (مقرّ إقامة جعجع في كسروان، شمالي بيروت)، في إطار التفاهم المسيحي على ملف المشاركة في الجلسات التشريعية، والمحافظة على وحدة الصف.

الجدير بالذكر أنّ عون وجعجع سبق وأطلقا حواراً ثنائياً أفضى إلى ما يُعرف بورقة "إعلان النوايا"، وهو عبارة عن مجموعة من التفاهمات السياسية العامة التي من شأنها تقريب وجهات النظر بين الفريقين المتصارعين على الساحة المسيحية منذ ثمانينات القرن الماضي.

اقرأ أيضاً: عون ينضمّ إلى الأحزاب اللبنانية الوراثية: رئاسة "التيار" للصهر

المساهمون