مرابطة فلسطينية تشارك آلاف الفلسطينيين تجربة اعتقالها عبر "فيسبوك"

10 أكتوبر 2017
حظيت منشورات خويص بتفاعل كبير (فيسبوك)
+ الخط -


حظيت منشورات المرابطة المقدسية، خديجة خويص، بتفاعل الآلاف من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينيين والعرب، إذ سردت عبر حسابها على موقع "فيسبوك" قصة اعتقالها الأخير، وما تعرّضت له من تنكيل من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي.


وأثار ما كتبته خويص، اهتمام متابعيها عبر "فيسبوك"، إذ سردت قصة الاعتقال من اليوم الأول، بالتفاصيل الدقيقة وحتى الإفراج، وحظي منشورها الأخير بمشاركة قرابة 5 آلاف شخص، بينما لاقى أكثر من 5400 تعليق و11 ألف إعجاب ومشاعر مختلطة.


ونشرت خويص الصورة وسردت قصتها، عن اليوم الأول من الاعتقال، ونزع حجابها بالقوة، ومنعها من ارتدائه وارتداء جلبابها، وعن تفتيشها ودخول الجنود عليها في زنزانتها من دون حجاب، إضافة إلى عمليات نقلها من الزنازين وحتى جلسات المحاكمة.

"ما قصة هذه الصورة؟" هذا ما وضعته عنواناً لمنشورها وتابعت "في يومي الأوّل في سجن الرملة، انتزعوا الدّبابيس التي أثبّت بها حجابي، وبعد رجوعي من محكمتي الأولى أخبروني أن معاصم يديّ ممنوعة في السجن بحجّة أنّها زيادةٌ عن اللباس، أخذتها منّي السجّانة وألقتها في سلّة القمامة القريبة، استطعت أن أتجاوز أمر المعاصم؛ إذ إن أكمام جلبابي كانت ضيّقة ممّا يغنيني عن المعاصم".

وعن قصة نزع الحجاب ومنعه كتبت "مرّت عشرة أيّام على الاعتقال، وأنا في زنزانتي معزولة عن الجميع، بين صلاتي وقرآني ودعائي ومناجاتي وبكائي لله عزّ وجلّ بأن يرفع هذه المحنة". 

كنت مثالاً للهدوء والاتزّان في السّجن، بينما كان يعجّ قسم العزل بالصراخ والشتائم والجنون ...خرجت لمحكمتي الخامسة، وعندما عدت للسجن، ناداني مسؤول السجن، وأخبرني من اليوم فصاعداً يُمنع عليك ارتداء الحجاب والجلباب داخل القسم!!".

وتابعت: "أوصلني إلى باب القسم، وأمر السجّانة أن تنزع حجابي فنزعته!! وطلب منّي أن أخلع جلبابي وإلّا خلعوه بالقوة!!، فاضطررت لخلعه أمامهما، أدخلوني زنزانتي أجرّ أذيال قهري، فانفجرت باكيةً لا ألوي على شيء، حاولتُ ضبط دموعي، والله كانت تسيل رغماً عنّي!!".

"ولما جاء الظهر، دخل سجانون ذكور لتفتيش الزنزانة؛ فانفجرت باكية مجدداً، حاولت إقناعهم بأنّ حجابي وجلبابي هما جزء منّي، وانتزاعهما كما انتزاع جلدي وسلخه، ولا تصح صلاتي بدونه، ولا يجوز أن يراني الرجال بدونه".

ووصفت خويص زنزانتها: "يومها نقلوني من زنزانتي لأخرى، ولا أعلم السبب، ظننت أنّها أفضل حالاً، ولمّا صرت فيها، وجدتها مترين بمترين، ومياه المرحاض تسيل على أرضيتها، فقلت أتفقد الفراش، فرفعت "الفرشة" لأجد تحتها الصدأ والماء وصراصير ميتة، فقلت أتفقد المرحاض، فإذا به يمتلىء بالفضلات والأوساخ ومناديل ورقية، فقلت أفتح مضخة المرحاض حتى يبتلع ما فيه من القرف والنجس، يبدو أنه ابتلع، ولكن بقيت مضخة المرحاض مفتوحة طوال الليل، بصوت يصرع المتواجد في الزنزانة. كاميرتان ترصدان مكان النوم والمرحاض وباب الحمام زجاجي شفاف منخفض يصف ما خلفه".

وكتبت أيضاً: "توضأت لأصلي العشاء، صليت بلا حجابي وجلبابي وبلا سجود لأنّ الأرض نجسة... وفي اليوم التالي، عند الخامسة فجراً أعطوني حجابي وجلبابي لأخرج بهما إلى المحكمة.

في الصورة، كنت أبثّ للمحامي كيف انتزعوا حجابي وأجبروني على خلع جلبابي؛ وعن وضع الزنزانة الجديدة وقذارتها؛ وكيف أنّه للمرة الأولى في حياتي يراني الرجال بلا لباسي المستور وأنّني صليت دون سجود ولا لباسٍ ساتر".

وأضافت: "ولمّا ترافع عنّي المحامي، ووصف لهم ما يحدث لي في السجن، وانتزاعهم حجابي وجلبابي، أصيب الحاضرون بالوجوم والقهر!!".

وختمت: "نجح المحامي باستصدار أمرٍ من المحكمة بعدم انتزاعهما منّي وإعادتي لزنزانتي الأولى..عدت من محكمتي ليعاودوا قهري وانتزاع جلدي مرة أخرى ووضعي في مسلخهم القذر ..لكنّي قررت أن أنتزع حقّي ولو بأسناني، فقمت بالصراخ والتكبير لأربع ساعات، حتى جاؤوني بمدير السجن، وأريته قرار المحكمة، فاضطر للالتزام به.


#مسلخ_الرملة

ونشرت خويص أيضاً منشورات عديدة عن السجون والأسرى والرباط وتحدثت عن سجن الرملة، وقدمت لمتابعيها وصفاً دقيقاً لما يضمه السجن من أقسام، وحياة الأسيرات فيها، وعن ظروفها الصعبة.

واكتسبت خويص شعبية كبيرة في الشارع الفلسطيني، لرباطها في المسجد الأقصى، وتواجدها الدائم في المقدمة عند اندلاع أي أحداث هناك، الأمر الذي أعطاها صفة القيادية من دون تنصيب رسمي.

ومن خلال جولة في حساب خويص عبر "فيسبوك"، وحجم التفاعل معها من قبل الفلسطينيين، يعطي هذه المرابطة المقدسية دفعة أكثر في سرد معاناة الفلسطينيين، لا سيما المقدسيين منهم عند بوابات المسجد الأقصى المبارك، وانتهاكات جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين له.

ولفتت منشورات خويص الأنظار كذلك إلى معاناة المرابطات المقدسيات، اللواتي يستهدفهن الاحتلال الإسرائيلي، وتحديداً بعد انتهاء انتفاضة باب الأسباط الماضية، وكأن الاحتلال يقوم بتصفية حسابات معهن، بسبب دورهن في تلك الانتفاضة وعدم مرور البوابات والكاميرات التي حاول الاحتلال وضعها على بوابات المسجد الأقصى المبارك.

دلالات
المساهمون