نازحون عراقيون: نحن في بلدنا ويُطلب منا الرحيل

18 يوليو 2016
شروط العودة لم تتوفر بعد(يونس كيلي/ الأناضول)
+ الخط -

لم يكن الشاعر صلاح النجم يتوقع أن يتلقى إنذاراً من قبل سلطات الأمن في كركوك، يفرض عودته إلى مدينة الأنبار (249 كلم غرب بغداد)، التي نزح منها هرباً من "تنظيم الدولة الإسلامية" (داعش) قبل أكثر من عام.

كذلك، وصلت لباقي النازحين إنذارات وجهتها لهم قوات الأمن الكردية "الأسايش"، وتلقى "العربي الجديد" مناشدات هؤلاء لإمهالهم للبقاء في مناطق نزوحهم الحالية، حالما تعلن الحكومة العراقية جاهزية مدنهم الأصلية للعودة إليها.

وينتشر نازحون في مدن مختلفة من العراق، بعد أن هربوا من مدنهم عقب سيطرة "داعش" عليها، وتحولها إلى ساحات قتال بين القوات العراقية وعناصر التنظيم.

ومنذ مطلع العام الحالي تحررت مناطق كثيرة من قبضة "داعش"، لكن الكثير منها لم تعد صالحة لعودة السكان.

النقيب محمد الرويعي، أوضح لـ"العربي الجديد" أن "مناطق كثيرة ما زالت غير مؤمنة بعد تحريرها من داعش"، مبيناً أن "بيوت بعضها لا تزال ملغمة وكذلك شوارعها".

وأشار إلى أن "منها ما يحتاج إلى إعادة تأهيل لبناها التحتية، وأخرى ما زالت قريبة من مناطق يتحرك فيها داعش".


وناشد عدد من نازحي محافظتي الأنبار(غرب) وصلاح الدين(شمال)، أمس الأحد، الموجودين في محافظة كركوك، إدارة المحافظة التريث في تنفيذ قرار إعادتهم إلى مناطقهم، لعدم توفر الشروط الإنسانية للعيش فيها.

الشاعر النجم وعدد من النازحين، أكدوا لـ"العربي الجديد" أنهم سيعودون لمدنهم حالما تتوافر لهم أدنى مواصفات العيش الإنساني.

وقال عبد الله عمر، النازح من الفلوجة (62كلم غرب بغداد) إن "جهات أمنية أبلغتنا بضرورة العودة إلى مناطقنا المحررة في غضون عشرة أيام".

وأضاف "لا نعرف أين نولي وجوهنا، إنها كارثة! نحن في بلدنا ويطلب منا الرحيل، وليس هناك تعاطف إنساني من أبناء جلدتنا. بيوتنا في الفلوجة كما الحال في باقي المناطق التي تم تحريرها، ما زالت مناطق حربية، ويمنع الدخول إليها من قبل السلطات العراقية، ومطالبتنا بالعودة تعني موتنا".