هل استعددت للكُفتة؟

24 ديسمبر 2014
أنجز لواء الجيش ما لم يستطع علماء الطب إنجازه!!(Getty)
+ الخط -

فلنربط الأحزمة، ولنتأهب جميعاً لاستقبال الجهاز الأعظم في تاريخ البشرية، جهاز تحويل الإيدز إلى كفتة، وإن كان، ويا للأسف، لم يعد هناك سوى أقل من أسبوع على موعد الانطلاق، هل سيسعفنا الوقت؟ أم أنه سيكون كصُباع الكفتة إن لم تأكله أكلك؟

أيام قليلة تفصلنا عن موعد الإعلان عن جهاز الكفتة، والذي كان من المقرر أن يتم الإعلان عنه في 30 يونيو/حزيران الماضي، إلا أنه، واللواء عبد العاطي أعلم، تقرر تأجيل الإعلان عنه إلى آخر العام المنصرم، لكي يتم تزويده بالعديد من "الأوبشنز"، ليكون شافياً قاتلاً لجميع الأمراض، ما اكتشفه منها علماء الطب وما لم يكتشفوه بعد.

نعم تلك الحقيقة التي لا يجب إنكارها، فالقوات المسلحة المصرية بما لها من دور تاريخي في محاربة الإرهاب من بعد ثورة الثلاثين من يونيو، هكذا يسمونها، لن يُعجزها اختراع جهاز يقضي على جميع أمراض البشرية، ويوفر لمصر المليارات، التي بالطبع سيتم تخصيصها لاستكمال الحرب على الإرهاب، فالمعركة ما زالت مستمرة، والحرب ما زالت شرسة، وحامية، مثل الشطة التي يضعها اللواء عبد العاطي في كفتته.

"كان عندك إيدز وراح" قالها اللواء عبدالعاطي لأحد مرضى الإيذر بكل ثقة، فمُعالجة الإيذر لدى اللواء لا تستغرق جهداً أكثر من ذلك الذى يبذله الحاتي في فَرم الكفتة، يستخلص المرض اللعين من جسد المريض ثم يقوم بفرمه في جهازه العظيم، لينتج صباع الكفتة، الذي يكون جاهزا للتناول، بعد عمليات التتبيل والشي. نعم أنجز لواء الجيش ما لم يستطع علماء الطب إنجازه "ودا قمة الإنجاز العلمي".

ولكن ما علاقة القوات المسلحة بالأبحاث الطبية؟ أليس منوطاً بها حماية البلاد من الأخطار المحتملة وتأمين حدودها؟

بالطبع إجابة هذا السؤال لا تصح، فهذا من أسرار الأمن القومي، التى لا يصح للعامة الاطلاع عليها، فالجيش المصري جيش عظيم، فهو الجيش الوحيد "اللى واقف على رجليه في المنطقة، ولولاه لأصبحنا زي سورية والعراق".

أضحى الواقع هزلياً، ولكن هزليته ممزوجة بمرارة وخوف، ولنا في التاريخ عبرة. التاريخ الذي ينبئنا بأن نكسة 1967 كان سببها الأبرز، أن الجيش ترك مهامه الأساسية وتفرغ للسياسة. انشغل الجيش عن تأمين الحدود، وأغفل دوره في الأمن الوقائي، ونزل إلى معترك السياسة، فأصابته وأصابت الشعب، بل والشعوب العربية قاطبة، مرارة الهزيمة.

ما زلنا إلى يومنا هذا نسمع من الآباء والأجداد، كيف كان حال مصر وقت تلك النكسة السوداء، الضيق الذى وصل بهم وقتها، فدفع البعض إلى صنع الصابون فى منزله، أم كلثوم وإقامتها العديد والعديد من الحفلات حتى تساهم بثمنها في دعم الاقتصاد المصري المنهار، وغيرها الكثير من الموجعات التي حدثت لمجرد انشغال الجيش بالسياسة، فكيف سيكون الحال إذا انشغل الجيش، ليس فقط بالسياسة، بل وبـ"الطب الحلمنتيشي" أيضا؟!


*مصر

المساهمون