ألقى عشرات الطلاب الفلسطينيين، الذين حُرموا من إكمال تعليمهم الجامعي، بشهاداتهم الدراسية في مياه بحر غزة، بسبب إغلاق معبر رفح، المنفذ البري الوحيد لقطاع غزة على العالم الخارجي، لتسير على الأمواج المتلاطمة، علها تلفت أنظار العالم إلى مطالبهم، بضرورة إعطاء أهل غزة حريتهم في السفر والتنقل، سواء عبر البر أو البحر.
واقتطع الطالب الفلسطيني، محمود هاشم، بعض الدقائق من محاضراته الدراسية في الجامعة الإسلامية بغزة، من أجل الحضور إلى اعتصام طلابي، أقيم في مرفأ الصيادين بمدينة غزة، للمطالبة بفتح ممر بحري يربط القطاع مع العالم الخارجي من دون معيقات، عوضاً عن معبر رفح البري المغلق منذ نحو ثلاثة أشهر.
وحُرم هاشم، كعشرات الطلاب، من الالتحاق بجامعاتهم الخارجية، لبدء دراستهم أو استكمالها، نتيجة لإغلاق معبر رفح الذي يخضع للسيطرة المصرية، الأمر الذي أجبر بعضهم على الالتحاق بالجامعات المحلية، إلى حين تمكنهم من السفر، سواء عبر معبر رفح أو ميناء غزة، الذي يأملون أن يتحول إلى حقيقة في الفترة القادمة.
وأعلنت الهيئة الوطنية العليا لكسر الحصار وإعادة الإعمار، في الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني الماضي، بدء المرحلة الأولى من تطوير ميناء غزة الدولي، وإنشاء المرافق الخاصة به، تجهيزاً لإطلاق أول سفينة لكسر الحصار عن قطاع غزة، تحمل على متنها المرضى والطلاب وذوي الاحتياجات الخاصة.
ويقول هاشم لـ"العربي الجديد"، إنّ إغلاق معبر رفح والإجراءات المعقدة غير المبررة، التي تصاحب عمليات فتحه المحدودة، تمنعه منذ نحو ثمانية أشهر من الالتحاق مجدداً بكلية الطب في إحدى الجامعات العربية، مبيناً أنه يعلق آماله على الاعتصامات والخطوات الاحتجاجية، في الضغط من أجل فتح معبر رفح البري.
ورفع الطلاب المحتجون أعلام فلسطين، بجانب أعلام بعض الدول العربية والأوروبية، ولافتات تدعو إلى فتح معبر رفح البري بشكل كامل، وإعطاء سكان القطاع حريتهم في السفر البري والبحري والجوي. فيما وجه عدد من المتحدثين رسالة احتجاج بأربع لغات: العربية والتركية والإنجليزية والفرنسية.
ويتساءل الطالب أحمد غنيم (22 عاما)، في حديثه لـ"العربي الجديد": "هل يجب على الطلاب الغزيين السفر عبر المعابر التي يسيطر عليها الاحتلال الإسرائيلي، عوضاً عن المنفذ العربي الوحيد (معبر رفح) الذي يربط غزة المحاصرة مع العالم الخارجي؟".
ويضيف الطالب غنيم "جئنا اليوم إلى ميناء غزة، لنلفت أنظار أحرار العالم إلى حالة الإغلاق المشددة التي تخنق القطاع منذ سنوات دون أي مجيب أو استنثاء، فهي تشمل الطلاب وكبار السن والمرضى وجرحى اعتداءات الاحتلال العسكرية"، موضحاً أن ذلك الحصار لن يفك إلا بممر بحري حر.
ومع كل مرة تعلن السلطات المصرية فتحها لمعبر رفح البري ليومين أو ثلاثة، يحتشد آلاف المواطنين الغزيّين على الجانب الفلسطيني من المعبر، على أمل تسجيل أسمائهم ومغادرة القطاع، إلا أنه في نهاية الأمر يسافر بضع عشرات فقط، ويبقى الآخرون بانتظار موعد فتحه مجدداً، والذي يطول عادة.