تكثفت المشاورات لتشكيل الحكومة اليمنية، أمس الأحد، بالتزامن مع وصول رئيس الوزراء المكلف خالد بحّاح إلى صنعاء، وتأكيده أن "المرحلة التي تمرّ بها البلاد تتطلب من كل الأطراف السياسية العمل والتراصّ فريقاً واحداً، لإنجاز ما تبقى من المرحلة الانتقالية السياسية".
لكن التحركات في اليمن لم تعد تقتصر على الشق السياسي، وخصوصاً بعد سيطرة جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) على صنعاء، وتمددها باتجاه مناطق جديدة وصولاً إلى حشد مسلحيها لفتح الطريق إلى باب المندب، ذات الأهمية الاستراتيجية.
وتكثّف المنطقة العسكرية الرابعة في جنوب اليمن، تحرّكاتها الميدانية والعسكرية. وبدأت هذه المنطقة، التي تخضع لها محافظات عدن وأبين ولحج وتعز وشبوة، تحركاتها على خلفية محاولة الحوثيين دخول محافظة تعز. وتجلّت في زيارة قائد المنطقة اللواء محمد الصبيحي، المنطقة، بعد يوم واحد من محاولة الحوثيين دخولها.
ووجّه الصبيحي رسالة ضمنية، بأنه مستعدّ للدفاع عن المحافظة وغيرها من المناطق التي تقع تحت مسؤوليته، وفقاً لما تُمليه عليه المسؤولية الوطنية والقانونية والدستورية، حسب قوله. وأجرى الصبيحي عدداً من اللقاءات في المنطقة، وباشر تحركات شعبية وسياسية مع قيادات المحافظات الخاضعة لسيطرته، والتي تقع ضمنها قاعدة "العند" الجوية العسكرية، الواقعة في محافظة لحج، وتُعدّ أبرز قاعدة جوية وعسكرية في اليمن.
وعلى خلفية مساعي الحوثيين السيطرة على مضيق باب المندب ومديرية المخاء، لفتت مصادر عسكرية خاصة في المنطقة العسكرية الرابعة، رفضت الكشف عن اسمها، في تصريحات لـ "العربي الجديد"، إلى أن "اللواء الصبيحي أرسل تعزيزات إلى باب المندب، وقام بنقل أحد المعسكرات إلى المضيق، إلى جانب القوات المرابطة هناك لتأمين المنطقة، وتأمين حركة الملاحة فيها ومنع أي تقدم للحوثيين أو قوى خارجية من أجل السيطرة عليه".
وفي الوقت عينه، زار الصبيحي مع مسؤولي قيادة محافظة لحج، منطقة رأس العارة القريبة من باب المندب، لأهميتها من الناحية العسكرية والشعبية. والتقى زعماء قبائل وشخصيات سياسية واجتماعية، وناقش التطورات الأخيرة والمخاوف من تقدم مسلّحي جماعة الحوثي صوب باب المندب، وأكد زعماء القبائل استعدادهم للتصدي لأي تقدم لأي جماعة مسلحة في مناطقهم.
واتفق المشاركون في اللقاء على توحيد الجهود، وإمكانية إشراك المئات من أعضاء اللجان الشعبية في التصدّي للجماعات المسلّحة الى جانب الجيش، وإرسالهم كتعزيزات إضافية، صوب باب المندب للمساعدة في حماية المنطقة، من أن أي تقدم للجماعات المسلحة.
وتأتي هذه التحركات ضمن حشود شعبية، وتحرّكات سياسية وعسكرية، يجريها قائد المنطقة العسكرية الرابعة، الذي يحظى بشعبية كبيرة داخل الجيش، ويُعدّ من أبرز المرشحين لوزارة الدفاع، ويحظى أيضاً بشعبية داخل الأوساط الشعبية اليمنية، الجنوبية تحديداً، لشخصيته القوية ومواقفه، والتي كان من أبرزها طرد تنظيم "القاعدة" من أبين وشبوة، وإعادة جزء من الأمن المفقود إلى عدد من المحافظات الجنوبية.
وذكرت مصادر مطلعة في المنطقة الرابعة، رفضت الكشف عن اسمها لـ "العربي الجديد"، أن "هذه التحركات جاءت بعد تردد معلومات عن نية الحوثيين التوجّه نحو مضيق باب المندب للسيطرة عليه، عن طريق الحديدة واستخدام البحر الأحمر، بعد السيطرة عليه، كممر يربط المنطقة بمضيق باب المندب".
وتضيف المصادر "يسعى الحوثيون إلى احتلال جزيرة ميون، التي تقع وسط المضيق، ويوجد فيها فنار لإرشاد السفن الملاحية العابرة فيه. علماً أن الجزيرة تدرّ على الدولة عشرات الملايين من الدولارات".
ويتولّد خوف من سرقة الفنار ونهبه، بحسب المصادر "كما حصل مع جزيرة كمران، الواقعة في البحر الأحمر عقب سيطرة الحوثيين على الحديدة، إذ تمّت سرقة فنار إرشاد السفن".
وحسب المصادر، فإن قيادتي محافظة عدن ولحج، وقائد المنطقة العسكرية الرابعة، تعاملوا مع المعلومات بجدية، وقاموا بتحركات لمواجهة أي خطر قد يهدد مضيق باب المندب من أي جماعة كانت. كما ارتفعت دعوات شعبية في عدد من المناطق، كلحج وأبين وعدن وتعز، لمواجهة أي تقدّم للحوثيين.
وأكدت تلك الدعوات وقوفها الى جانب قيادة المنطقة العسكرية الرابعة، وقيادات محافظاتهم، في حال قرروا مواجهة المسلّحين الحوثيين، إذا ما واصل هؤلاء مساعيهم للسيطرة على هذه المناطق، بما فيها باب المندب.
وفي مقابل التحركات الشعبية التي تجري في هذه المناطق، يحشد الحوثيون أنصارهم لفتح الطريق إلى باب المندب، ويجرون تحركات بعد أن أجّلوا دخولهم تعز بشكل مؤقت، على خلفية توتر الأوضاع واشتداد المواجهة بينهم وبين القبائل وأنصار حزب "الإصلاح" في محافظة إب. الأمر الذي جعلهم يرسلون التعزيزات إليها وتأجيل السيطرة على تعز، والتي تهدد القبائل والمنطقة العسكرية الرابعة بالتصدي لهم.
وتأتي هذه التحركات والتحركات المضادة بين الأطراف، لأهمية باب المندب، إذ يقول الصحافي عدنان الجعفري، في تصريحات لـ "العربي الجديد"، إن "تحركات قائد المنطقة وقيادات المحافظات طبيعية وواجب وطني، كون المضيق يُعتبر وجهة الصراع الآتي، لأنه مصنّف في خانة أهم ثلاثة ممرات مائية في العالم، ويتحكّم في معظم الحركة الملاحية، ويربط بين الشرق والغرب". وحسب الجعفري فإن "جزيرة ميون، تتبع مديرية المعلا التابعة لمحافظة عدن".
ويضيف الجعفري أن "عملية السيطرة على المضيق من قبل الجماعات المسلحة، يهدّد أمن منطقة الشرق الأوسط والجوار الإقليمي، إلى جانب الأمن المائي الدولي، ويهدد في الدرجة الرئيسية مصر وقناة السويس بالتحديد، بالإضافة إلى دول مجلس التعاون الخليجي".
لكن مصادر أمنية في تعز، رفضت الكشف عن اسمها، أكدت لـ "العربي الجديد"، أن "هناك مسلحين حوثيين وخلايا نائمة لهم في تعز، ويتخوّف البعض من أن مثل هؤلاء قد يسهّلوا للحوثيين دخول المدينة، والسيطرة عليها". وأشارت إلى أن "أطرافاً معينة قد ترفض المواجهة وتفضّل تسليم المحافظة، لتجنيب المنشآت الصناعية والشركات التجارية الموجودة فيها، أي خراب أو تدمير ونهب".
لكن التحركات في اليمن لم تعد تقتصر على الشق السياسي، وخصوصاً بعد سيطرة جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) على صنعاء، وتمددها باتجاه مناطق جديدة وصولاً إلى حشد مسلحيها لفتح الطريق إلى باب المندب، ذات الأهمية الاستراتيجية.
وتكثّف المنطقة العسكرية الرابعة في جنوب اليمن، تحرّكاتها الميدانية والعسكرية. وبدأت هذه المنطقة، التي تخضع لها محافظات عدن وأبين ولحج وتعز وشبوة، تحركاتها على خلفية محاولة الحوثيين دخول محافظة تعز. وتجلّت في زيارة قائد المنطقة اللواء محمد الصبيحي، المنطقة، بعد يوم واحد من محاولة الحوثيين دخولها.
ووجّه الصبيحي رسالة ضمنية، بأنه مستعدّ للدفاع عن المحافظة وغيرها من المناطق التي تقع تحت مسؤوليته، وفقاً لما تُمليه عليه المسؤولية الوطنية والقانونية والدستورية، حسب قوله. وأجرى الصبيحي عدداً من اللقاءات في المنطقة، وباشر تحركات شعبية وسياسية مع قيادات المحافظات الخاضعة لسيطرته، والتي تقع ضمنها قاعدة "العند" الجوية العسكرية، الواقعة في محافظة لحج، وتُعدّ أبرز قاعدة جوية وعسكرية في اليمن.
وعلى خلفية مساعي الحوثيين السيطرة على مضيق باب المندب ومديرية المخاء، لفتت مصادر عسكرية خاصة في المنطقة العسكرية الرابعة، رفضت الكشف عن اسمها، في تصريحات لـ "العربي الجديد"، إلى أن "اللواء الصبيحي أرسل تعزيزات إلى باب المندب، وقام بنقل أحد المعسكرات إلى المضيق، إلى جانب القوات المرابطة هناك لتأمين المنطقة، وتأمين حركة الملاحة فيها ومنع أي تقدم للحوثيين أو قوى خارجية من أجل السيطرة عليه".
وفي الوقت عينه، زار الصبيحي مع مسؤولي قيادة محافظة لحج، منطقة رأس العارة القريبة من باب المندب، لأهميتها من الناحية العسكرية والشعبية. والتقى زعماء قبائل وشخصيات سياسية واجتماعية، وناقش التطورات الأخيرة والمخاوف من تقدم مسلّحي جماعة الحوثي صوب باب المندب، وأكد زعماء القبائل استعدادهم للتصدي لأي تقدم لأي جماعة مسلحة في مناطقهم.
وتأتي هذه التحركات ضمن حشود شعبية، وتحرّكات سياسية وعسكرية، يجريها قائد المنطقة العسكرية الرابعة، الذي يحظى بشعبية كبيرة داخل الجيش، ويُعدّ من أبرز المرشحين لوزارة الدفاع، ويحظى أيضاً بشعبية داخل الأوساط الشعبية اليمنية، الجنوبية تحديداً، لشخصيته القوية ومواقفه، والتي كان من أبرزها طرد تنظيم "القاعدة" من أبين وشبوة، وإعادة جزء من الأمن المفقود إلى عدد من المحافظات الجنوبية.
وذكرت مصادر مطلعة في المنطقة الرابعة، رفضت الكشف عن اسمها لـ "العربي الجديد"، أن "هذه التحركات جاءت بعد تردد معلومات عن نية الحوثيين التوجّه نحو مضيق باب المندب للسيطرة عليه، عن طريق الحديدة واستخدام البحر الأحمر، بعد السيطرة عليه، كممر يربط المنطقة بمضيق باب المندب".
وتضيف المصادر "يسعى الحوثيون إلى احتلال جزيرة ميون، التي تقع وسط المضيق، ويوجد فيها فنار لإرشاد السفن الملاحية العابرة فيه. علماً أن الجزيرة تدرّ على الدولة عشرات الملايين من الدولارات".
ويتولّد خوف من سرقة الفنار ونهبه، بحسب المصادر "كما حصل مع جزيرة كمران، الواقعة في البحر الأحمر عقب سيطرة الحوثيين على الحديدة، إذ تمّت سرقة فنار إرشاد السفن".
وحسب المصادر، فإن قيادتي محافظة عدن ولحج، وقائد المنطقة العسكرية الرابعة، تعاملوا مع المعلومات بجدية، وقاموا بتحركات لمواجهة أي خطر قد يهدد مضيق باب المندب من أي جماعة كانت. كما ارتفعت دعوات شعبية في عدد من المناطق، كلحج وأبين وعدن وتعز، لمواجهة أي تقدّم للحوثيين.
وأكدت تلك الدعوات وقوفها الى جانب قيادة المنطقة العسكرية الرابعة، وقيادات محافظاتهم، في حال قرروا مواجهة المسلّحين الحوثيين، إذا ما واصل هؤلاء مساعيهم للسيطرة على هذه المناطق، بما فيها باب المندب.
وفي مقابل التحركات الشعبية التي تجري في هذه المناطق، يحشد الحوثيون أنصارهم لفتح الطريق إلى باب المندب، ويجرون تحركات بعد أن أجّلوا دخولهم تعز بشكل مؤقت، على خلفية توتر الأوضاع واشتداد المواجهة بينهم وبين القبائل وأنصار حزب "الإصلاح" في محافظة إب. الأمر الذي جعلهم يرسلون التعزيزات إليها وتأجيل السيطرة على تعز، والتي تهدد القبائل والمنطقة العسكرية الرابعة بالتصدي لهم.
ويضيف الجعفري أن "عملية السيطرة على المضيق من قبل الجماعات المسلحة، يهدّد أمن منطقة الشرق الأوسط والجوار الإقليمي، إلى جانب الأمن المائي الدولي، ويهدد في الدرجة الرئيسية مصر وقناة السويس بالتحديد، بالإضافة إلى دول مجلس التعاون الخليجي".
لكن مصادر أمنية في تعز، رفضت الكشف عن اسمها، أكدت لـ "العربي الجديد"، أن "هناك مسلحين حوثيين وخلايا نائمة لهم في تعز، ويتخوّف البعض من أن مثل هؤلاء قد يسهّلوا للحوثيين دخول المدينة، والسيطرة عليها". وأشارت إلى أن "أطرافاً معينة قد ترفض المواجهة وتفضّل تسليم المحافظة، لتجنيب المنشآت الصناعية والشركات التجارية الموجودة فيها، أي خراب أو تدمير ونهب".