أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خلال افتتاح أعمال مجلس الشورى القطري اليوم الثلاثاء، أن مجلس التعاون يظل البيت الإقليمي الأول لدول الخليج العربية، وأن دعمه وتعزيز العلاقات بدولِهِ كافة، في مقدمة أولويات السياسية الخارجية لدولة قطر.
وحذّر أمير قطر في كلمته، مما تشهده المنطقة، التي تمر بمرحلة خطيرة تتلاقى فيها أزمات في العديد من دول المنطقة، وفي مقدّمتها إخفاق مفاوضات السلام لحل القضية الفلسطينية، واستمرار سياسة الاحتلال والاستيطان. واعتبر أن الأزمات الكبرى الأخرى ناجمة عن جرّ الحركات السلمية للشعوب في العراق وسورية واليمن وليبيا إلى مواجهات دامية تتحمل مسؤوليتها القوى التي رفضت طريق الإصلاح والانتقال السلمي التدريجي وواجهت الشعوبَ بالسلاح، فضلاً عن تنامي مخاطر الإرهاب والتطرف الذي يهدد بعواقب وخيمة.
وقال إنّ "علاج الإرهاب والتطرّف لا يمكن أن يكون بالقصف من الجو"، مؤكداً على ضرورة "التخلص من الأسباب التي ساهمت في تشكيل بيئات اجتماعية حاضنة للتطرّف، ومن أهمها العنف غير المسبوق الذي مارسه النظام السوري، وتمارسه بعض الميليشيات في العراق، وأن أية سياسة لمكافحة الإرهاب في سورية والعراق لا تأخذ ذلك بعين الاعتبار هي سياسة إدارة أزمات بدون استراتيجيـة".
وأكد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن موقف دولة قطر من الإرهاب والتطرف الديني الذي يسيء للدين والمجتمع، هو موقف الرفض القاطع والواضح، بغضّ النظر عن تحليل أسباب نشوئه والتعامل معه.
وتطرّق إلى الأزمة في اليمن، واعتبر أن وحدة واستقرار اليمن أمر بالغ الأهمية، ليس لليمن فحسب، بل للمنطقة بأسرها، مناشداً "جميع القوى السياسية في اليمن تجنيب الشعب اليمني مزيداً من الانقسام والمعاناة، والعمل على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني واتفاقية السلام والشراكة، كي تتحقّق للشعب اليمني الشقيق تطلعاته المشروعة في الأمن والاستقرار".
ودان أمير قطر "حرب الإبادة التي يشنها النظام على الشعب السوري على مرأى ومسمع من العالم، والتي بلغت حد إلحاق العار بالمجتمعين العربي والدولي، وخاصة القوى الكبرى". وقال: "نحن ندعو مرة أخرى إلى عدم التقاعس في بذل الجهود اللازمة لكسر الجمود الذي يحيط بالشأن السوري والعمل على إيجاد تسوية سياسية تنهي ذلك الصراع بما يحقق آمال وتطلعات الشعب السوري الشقيق الذي فاقت معاناته الإنسانية كل قدرة على التحمل".
وأكد الشيخ تميم دعم قطر للقضية الفلسطينية، بوصفها القضية المركزية للأمة العربية، وحق الشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقه المشروعة كلها، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف في حدود عام 1967، ووقوفها مع الوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني.
كذلك أعرب عن تطلع دولة قطر إلى أن تتجاوز ليبيا محنتها، داعياً مختلف أطياف الشعب الليبي إلى التوافق ونبذ الخلافات ووقف إراقة الدماء وتكريس الشرعية بما يحقق للشعب الليبي تطلعاته في الأمن والاستقرار.
وحول الأزمة في العراق، دعا الشيخ تميم إلى "تحقيق الوفاق الوطني وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الجزئية والنزعات الانتقامية لتحقيق الاستقرار والمحافظة على وحدة العراق وسيادتـه".