أطلب دائماً قهوة، وأثناء ذلك أرقب بحبٍّ الحركة/ الناعمة من الخادمة، كما لو كانت تأخذ/ من الآلة زهرتها السوداء، أرى هذه الأجساد مثل مراكب راسية:
بعضها ينتظر لحظة المدّ للإبحار/ والأخرى تتحمل العطل اللامرئي لمصبّات الأنهار.
حينما سقطت روما أمام هجمات البرابرة، تأخر الخبر - في الواقع - أسابيع قبل أن يصل، وسواء العبيد أو الأسياد، فقد فكروا جميعاً أن الإمبراطور ما زال محافظاً على سلطانه، وأن العالم لا يترنح في محاوره...
إذن ترغب في تحليل قصيدةٍ؟ أحرصُ على أنْ أتابع حركة الأمواج وأن أبحِر ضد تيارِ المقاطِع الشعرية. وفي مكانٍ ما من هذا المحيطِ المقتضب، سأبلغ حيث الماءُ شفيفٌ، وحيث سيكونُ لي للحظاتٍ أملُ رؤيَة رَمل الأعماقِ، والمعنى الأخيرُ للقَصيدة.