مصطفى أبو علي.. سيناريوهات لم تر النور

26 يونيو 2017
(مصطفى أبو علي)
+ الخط -
"أيام الحب والموت"، و"بانتظار السلام"، و"الغريب"، و"شعارات"، و"التطهير العرقي"، هي خمسة مشاريع لأفلام روائية وتسجيلية، طويلة وقصيرة أنجزها السينمائي الفلسطيني الراحل مصطفى أبو علي (1940 – 2009)، أثناء حياته، ولم يتمكّن من تنفيذها، لتصدر مؤخّراً في كتاب بعنوان "أحلام لم تتحقق" عن "دار أزمنة" في عمّان.

يشير الشاعر والناقد الفلسطيني عز الدين المناصرة في تقديمه إلى أن أبو علي لم يستطع أن يحقّق أحلامه العديدة، أثناء توليه إدارة "مؤسسة السينما الفلسطينية" رغم أنه كان مقرّباً من القيادة السياسية التي توفّر لديها المال الكافي آنذاك، وكان محبوباً من الجميع، إلّا "أن مفهوم القيادة السطحي للسينما، هو ما جعلها لا تدعم مشاريعه السينمائية".

من جهتها، تؤكّد الكاتبة خديجة حباشنة، رفيقة درب أبو علي، أن "الراحل لم يتخل في يوم من الأيام عن فكرة إخراج أفلام روائية، إذ حاول أن يستقل بعد خروج "منظّمة التحرير الفلسطينية" من لبنان، لكن صعوبة الحركة وضيق ذات اليد حالت دون أن يجد السبيل إلى ذلك".

أول السيناريوهات الخمسة، وفق الكتاب، هو "أيام الحب والموت" عن رواية الكاتب الفلسطيني رشاد أبو شاور، وهو يروي تاريخ قرية ذكرين الخليلية، التي احتلها الإسرائيليون عام 1948، والتي ينتمي إليها مؤلف الرواية، بعد مقاومة أهلها. يعرض السيناريو لخلفيات تاريخية، مركزها ظلم الإقطاع، ويمنح مساحة لصراع الفلاحين مع الإقطاع المتعاون مع الاستعمار الإنكليزي، كما يتعرّض لدخول بعض الجيوش العربية إلى القرية، واستشهاد عدد من رجالها أثناء عمليات المقاومة.

"بانتظار السلام" هو سيناريو فيلم روائي يجسّد سيرة كاتب ومثقف معروف، حصل على رقم وطني وهوية، أي أصبح لديه حق الإقامة في فلسطين، حسب "اتفاق أوسلو"، فتمضي الأحداث التي تتزامن مع انتفاضة الأقصى (2000 – 2005) وما ترتّب عليها من آثار وتداعيات في حياة الفلسطينيين.

في سيناريو الفيلم الروائي الطويل "الغريب"، يقدّم أبو علي سيرة بطله الذي حصل على تصريح لزيارة المناطق الفلسطينية، وقرر أن يبقى، متجاوزاً مدة الإقامة التي تسمح بها سلطات الاحتلال. أما الفيلم التسجيلي "شعارات"، فيقارب الشعارات المطروحة في المظاهرات العامة في رام الله، في محاولة لاستكشاف طبيعة الشعار السياسي الفلسطيني وتحوّلاته خلال أكثر من مرحلة.

يعتمد سيناريو الفيلم التسجيلي التلفزيوني "التطهير العرقي في فلسطين" على كتاب الأكاديمي الإسرائيلي إيلان بابه، الذي يحمل الاسم ذاته، ويشرح فيه (الخطة دالت)، التي صاغها أحد عشر قيادياً إسرائيلياً وعلى رأسهم ديفيد بن غوريون في 10/3/1948، لاقتلاع ما يقرب من مليون فلسطيني من وطنهم الأصلي فلسطين، وجعلهم لاجئين في المنافي حتى اليوم.

المساهمون