جورج الفار.. تأملات فلسفية في الخروج

02 سبتمبر 2017
+ الخط -

في كتابه "خرجت على القطيع" الذي صدر مؤخّراً عن "الآن ناشرون وموزعون" في عمّان، يقدّم أستاذ الفلسفة والباحث الأردني جورج الفار (1958) عبر عدّة مقالات ونصوص مكثّفة أشبه بمراجعة لمجمل تجربته ومحطّاته الأساسية التي مرّ فيها خلال حياته.

يضع صاحب "حديقة راهب" (2011) مجموعة تأملات تعبّر عن التحوّلات التي خاضها؛ وفي مقدّمتها انتقاله من سلك الكهنوت الذي قضى فيه أكثر من ربع قرن، إلى العمل الأكاديمي والبحثي، وهو تحوّل قاد إلى تغيير جذري عنده شمل الفكر والواقع.

يقول الفار في حديثه لـ"العربي الجديد" إن "سؤال الذات والموضوع شكّل مدخلاً لطرح جملة تساؤلات عني وعن العالم، ولماذا كلانا مكوّن بهذه الطريقة وينظر إلى الآخر على نحوه، وهل للمسألة صلة بالجينات ووراثتها أم أن تشكل رؤاي حول العالم أتت خلاصة اكتساب المعرفة والبحث حولها".

يضيف صاحب "عارياً أمام الحقيقة" (2009) أنه "ذهب في هذا الكتاب إلى اختبار أصوله المختلطة لجدّ أرمني وأم سورية للإجابة عن السبب وراء الخروج على الموروث والكهنوت، متتبّعاً رحلة الأجداد، ومن منهم امتلك نزعة التمرد في سيرته".

ويوضّح الفار أن مؤّلفه هو "محاولة للأجابة على جملة تساءلات مثل لماذا الكتابة عن "الأنا" "الآن وهنا"؟ أهي محاولة غير واعية لتبريرها أو لإعادة إنتاجها بطريقة جديدة ولتثبيت مركزيتها؟ أم هل هي محاولة لاكتشاف "الأنا" الدياليكتيكية التي تواجه العالم الموضوعي، وإماطة اللثام عن الصـراع الذي عاشته الأنا في مواجهة مع موضوعها؟ وهل هذه "الأنا" مركزية في التكوين الاجتماعي، أم هي نبتة برية، نمَت وكبرت على أطراف الحقل وعلى هامش الواقع؟".

يحتوي الكتاب قسمين؛ الأول يضمّ رؤى الكاتب الفلسفية في ثمانية وأربعين مقالة تمحورت حول أسئلة الذات، وحملت عناوين متعددة، منها: جيني الأناني، سِباحتي عكس التيار، وعيي المُغاير، الكون وذكائي، أنا خلطة علاقات!، امتدادي الأفقي، صنعت حُريتي بنفسـي، ذكائي حيواني أم إنساني؟، أنا أقاوم.. أنا موجود!، قصتي مع الوعي، فلسطين قضـيتي، لمَن نكتب ولماذا؟

واشتمل القسم الثاني على بعض نصوصه وكتاباته التي نشرها على صفحات التواصل الاجتماعي، وجاءت تحت عنوان: فضاءات إلكترونية، فقد توزعت على موضوعات، هي: إبداعات، وفكر وفلسفة، وفكر سـياسـي، ونقد مُجتمعي.

حول ذلك، يشير صاحب "المقدس والسؤال الفلسفي" (2013)، إلى أن أثر الحوار والتفاعل بينه وبين تلاميذه في الجامعة كان حاضراُ في الكتاب، وأن هواجسهم وأسئلتهم وملاحظاتهم تمثّل جزءاً مهمّاً من مادته البحثية.

المساهمون