"العيادة الأخيرة": المعرفة حين تبرّر أخطاء السلطة

"العيادة الأخيرة": المعرفة حين تبرّر أخطاء السلطة

11 ابريل 2022
(من العرض)
+ الخط -

يذهب الكاتب المغربي عزيز قنجاع إلى مقاربته موضوعه الأساسي حول علاقة المعرفة بالسلطة من خلال استحضار ثلاثة نماذج فلسفية في مسرحية "العيادة الأخيرة" التي عُرضت أمس الأحد في "المركز الثقافي" بمدينة تطوان شمال المغرب.

يقدّم العرض شخصية المفكر الفرنسي ميشيل فوكو بأسئلة مستفزة حول المجتمع والثقافة والسياسة، ومواطنه لوي ألتوسير برؤيته الإنسانية الإصلاحية للأيديولوجيات التي سادت أوروبا والعالم في عصره، والمفكر الألماني كارل فون كلاوزفيتز الذي نظّر حول الحرب والذي اقتبست منه كل المعاجم السياسية الحديثة مفاهيم الاستراتيجية والتكتيك وكل المفاهيم التي أثرت في التنظيرات التنظيمية للأحزاب.

المسرحية التي أنتجتها "جمعية فضاءات ثقافية" في مدينة العرائش، من إخراج مراد الجوهري وسينوغرافيا عبد الخالق الكلاعي، وتمثيل كلّ من الفنانين أحمد بلال ووليد بورباع وفاطمة الزهراء الجباري وحمزة فتح الله.

ويشير بيان العرض إلى أن "مسرحية العيادة الأخيرة تحكي هشاشة الذات في انحدار مساراتها من خلال استلهام مسار الانزياحات الخاصة بالإنسان خلال القرن العشرين، وتوطن المسرحية نفسها ضمن العقدين السابع والثامن من القرن الماضي، إلا أنها وحسب مؤلفها فالزمان وإن كان ضرورياً لمعرفة الشخوص إلا أنها تبقى مسرحية وإن استلهمت تجارب واقعية، فالمتخيل فيها طاغ والمكان فيها لا يخضع لضرورات قصوى".

يفكّك العمل علاقة المعرفة بالسلطة عبر طرح أسئلة متعددة حول اشتباكهما، وكذلك الدور التبريري للمعرفة الراهنة في المجتمعات الحديثة لجرائم ضد الإنسانية، من خلال ابتكار مفاهيم مثل الشرط التاريخي والاحتمال أو اللاوعي واللاإرادة واللاحضور جسدي في فعل الأشياء.

ويناقِش موضوعين رئيسَين يطبعان المرحلة المعاصرة على المستوى الفكري، منهما التحالفات التي نسجتها المعرفة مع السلطة في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، والموضوع الثاني السياق التبريري الذي انساقت فيه المعرفة في تدبير مجموعة من القضايا المشينة للبشرية، وبالتالي أصبحت المعرفة تجد لها لغة تبريرية لهذا الواقع.

وصاغ المؤلّف نصّه من خلال سيرة ثلاثة مفكرين أساسيين يلتقون داخل عيادة، ويحاكمون أنفسهم بأنفسهم، حيث تفككها المسرحية بصيغة حكائية دراماتولغية تعيد صياغة تلك الإشكاليات وفق مسار درامي به حوارات تحاكي وتلامس كل ما أنتجه فكرنا المعاصر.

المساهمون