استعادة باولا ريغو.. لوحات عنوانها التحرّر

30 اغسطس 2023
من المعرض
+ الخط -

في ثمانينيات القرن الماضي، قدّمت باولا ريغو أعمالها التي عكست رفضها للنظام الفاشي في البرتغال، ورصدت تأثير سياساته القمعية على المجتمع، حيث صوّرت الجوانب المظلمة من الطبيعة البشرية التي تخلو في لحظات من أيّة عاطفة أو مشاعر.

لم ينفصل منظور الفنانة البرتغالية (1935 - 2022) تجاه السياسة والمجتمع عن مسار حياتها الشخصي، حيث عاشت فترة حرجة مع إصابة زوجها الفنان فيكتور ويلينغ بمرض التصلّب المتعدّد آنذاك، وهي تجربة قادت إلى تحوّلات على مستوى الموضوع والأسلوب لدى الفنّانة.

يُفتتح مساء الجمعة، الثاني والعشرين من الشهر المقبل، معرض استعادي لباولا ريغو في "غاليري فيكتوريا ميرو" بلندن تحت عنوان "التحرّر"، ويتواصل حتى الحادي عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، ويضمّ مختارات من أعمالها تعود إلى عقد الثمانينيات.

الصورة
من المعرض
من المعرض

تعكس الأعمال المعروضة التحوّل الأبرز في تجربة ريغو، عبر الابتعاد عن الكولاج من مواد الرسم والتلوين التي كانت تقوم بتقطيعها وترتيبها في ألغاز تصويرية، حيث بدأت بدلاً من ذلك في الانخراط في الرسم كلعبة، واخترعت مجموعة من البشر والحيوانات والمخلوقات الهجينة التي مكّنتها بدورها من رواية قصّتها الخاصّة.

يشتمل المعرض على السلسلة المعروفة باسم "الفتاة والكلب"، وفيها تبدو شخصياتها الأنثوية أكثر سعياً لاستكشاف عوالمها الداخلية، وتمتلك قوّة أكبر في التعبير عن المواجهة، والذهاب نحو التغيير، وتصاعدت مواقف الفنّانة المنحازة لحقوق النساء، حيث ناضلت لسنوات من أجل حقّهن في الإجهاض، وضدّ ما يُعرف بـ"جرائم الشرَف" في بلادها، إلى جانب دفاعها عن المهاجرين والمهمّشين في المجتمعات الأوروبية.

ابتكرت ريغو، في تلك المرحلة، مجموعة من الشخصيات النسائية التي عبّرت عن موضوعات أساسية مثل السلطة والتمرّد والجندر والفقر، في محاولة لرصد انعكاس القمع والقهر على المرأة بشكل أساسي، في استيعاب أكبر للمجتمع عندما كانت الفنانة تقترب من الخمسين.

يأتي المعرض في إطار سلسلة معارض استعادية أُقيمت لريغو منذ رحيلها العام الماضي، في تركيا وألمانيا وبلجيكا بالإضافة إلى المملكة المتّحدة، وهي معارض أضاءت خصوصية عملها على الحكايات الشعبية في بداياتها عبر رسمها شخصيات أسطورية وأحداثاً خارقة ومناخات تهمين عليها الكوميديا السوداء، وركّزت على ثلاثة مواضيع هي الاستبداد وممارسات الاستعمار البرتغالي واضطهاد المرأة، قبل أن تتّجه منذ الثمانينيات إلى استخدام الباستيل كوسيط أساسي في تقديم أفكارها، التي تصوّر العنف الممارَس ضدّ النساء وردود فعلهن عليه.

آداب وفنون
التحديثات الحية
 
المساهمون