ليلى طوبال في "ياقوتة".. تنويعات مسرحية على قضية واحدة

ليلى طوبال في "ياقوتة".. تنويعات مسرحية على قضية واحدة

25 فبراير 2022
من العرض (تصوير: هند تقية)
+ الخط -

في مسرحية "حورية"، التي قدّمتها عام 2017، جسّدَت الكاتبة والممثّلة المسرحية التونسية، ليلى طوبال، شخصية صحافية يتعرَّض مبنى الإذاعة التي تعمل فيها إلى تفجير إرهابي يومَ افتتاحه، فتُقرّر مواصلة البثّ رفقة عازفٍ (الموسيقي مهدي طرابلسي)، كشكلٍ من أشكال المقاومة، لتبدأ قصّةُ حبّ بينهما، بدا مكانُها وزمانها غير مناسبَين.

في مسرحيتها الجديدة "ياقوتة" (90 دقيقة)، والتي تُعرَض مساء اليوم الجمعة وغدٍ السبت في "قاعة الفنّ الرابع" بتونس العاصمة، تُواصل طوبال تناوُل ثيمتها المركزية في أعمالها المسرحية؛ قضايا المرأة وحقوقها وما تتعرّض له من انتهاكاتٍ تحت مسمّيات مختلفة. بطلةُ العمل، هذه المرّة، امرأةٌ تنجب طفلةً خارج العلاقة الزوجية، فتضطرُّ للتخلّي عنها تحت إكراهات محيطها، لتُحاول البحث عنها بعد مرور أربعة وعشرين عاماً.

ينتقد العملُ النزعة الذكورية والأفكار البالية التي تختزل دور المرأة في الجنس والإنجاب وخدمة الرجل. ومن خلال موضوع الأمّهات العازبات، تفتح القصّةُ على قضايا وأحداث مختلفة عاشتها تونس خلال السنوات العشر التي تلت ثورة 2011: موتُ عاملات في انقلاب شاحنات تُقلّهنّ إلى مزارع يعملن فيها، حوادث اغتصاب وقتل تعرّضت لها نساء، تشغيل قاصرات، وتعرُّض نساء للتحرُّش في البيوت والأماكن العامّة، والاستغلال التجاري للمرأة.

يمكن اعتبارُ "ياقوتة" استمراراً لسلسة مسرحيات كتبتها ليلى طوبال وقدّمتها في السنوات السبع الأخيرة. وكما في تلك الأعمال، يغيبُ اسم المخرج ويحضر اسمُ مهدي طرابلسي في الموسيقى. وهو خط بدأته منذ "سلوان" (2015)؛ مسرحيتها الأُولى بعد رحيل عز الدين قنون (1953 - 2015) الذي أخرج معظم الأعمال التي أدّتها وكتبت نصوصها.

المساهمون