"مختبر البحث والتطوير في مسرح الشارع": إضاءة أخرى

07 يناير 2021
من عروض مجموعة "فني رغماً عني"
+ الخط -

كانت "الثورة التونسية" (2011)، فرصة لتحرّر الفضاء العمومي من قبضة السلطة، الأمنية خصوصاً، فظهر مباشرة تيار فني جعل من الشارع مضمار تحرّكه، من ذلك بروز جماعات الغرافيتي، وأبرزها "أهل الكهف"، و"زواولة"، وقدّمت في وقت من الأوقات رؤية جمالية للثورة وشعاراتها. 

كما ظهرت فرق تشتغل على مسرح الشارع، أبرزها "فنّي رغماً عني"، وانتشرت التجارب الموسيقية في الفضاء العام، خصوصاً في الشارع الرئيسي للعاصمة. وحيال هذا الزخم، برزت بعض المهرجانات التي تعنى بفن الشارع حصراً، أبرزها مهرجان انطلق في 2012 في مدينة قصر هلال.

استدعى هذا الحضور انشغالاً بموضوع فن الشارع على أكثر من مستوى، من ذلك دخوله ضمن الاهتمامات الأكاديمية، حيث نجد دراسات وأبحاثاً عنه في تخصّصات مثل الفنون التشكيلية والفلسفة وعلم الاجتماع والمسرح، كما أن وزراة الثقافة أدرجت فن الشارع في السنوات الأخيرة ضمن الفنون المعترف بها رسمياً ليحضر الفاعلون في هذا الإطار ضمن المهرجانات والتظاهرات التي تطلقها الوزارة.

خطوة جديدة في رصد الزخم الفنّي في الشارع يمكن أن نرصدها مع الإعلان عن إطلاق "مختبر البحث والتطوير في مسرح الشارع" في "دار الثقافة السليمانية" في مدينة تونس العتيقة، بداية من يوم الأحد المقبل، العاشر من كانون الثاني/ يناير الجاري.

هذه الفعالية الثقافية هي عبارة عن لقاء أسبوعي يقام صباح كل يوم أحد، بمشاركة الناشطين ضمن الفن الرابع بعيداً عن القاعات والفضاءات المغلقة، كما يشارك فيه المهتمون بفنون الشارع من باحثين وإعلاميين. إضافة إلى ذلك يستضيف "مختبر البحث والتطوير في مسرح الشارع" كل شهر تجربة من تجارب فنون الشارع، فردية كانت أو جماعية، تجري مناقشتها بحضور الفاعلين ضمنها.

المساهمون