من "بعلبك" إلى "بيت الدين".. نسخة مصغّرة عن مهرجان يسكن الماضي

13 يوليو 2022
من دورة سابقة لـ"مهرجانات بعلبك"، (Getty)
+ الخط -

افتُتحَ، وأخيراً، "مهرجان بعلبك الدولي" في لبنان، مساء الجمعة الماضي. المهرجان الذي يوصف بأنّه الأكثر عراقة، ظلّ عبر تاريخه الطويل، منذ انطلاقه عام 1955، يصنع الحدث وبشكل رسمي لمواسم الفعاليات الفنّية الصيفية. ولكن هذا كان قبل ماذا بالتحديد؟ لا يُعلم بالضبط قبل أي أزمة، هل يُقال كورونا أم الانهيار الاقتصادي المعمَّم على سائر القطاعات في لبنان، أم النوايا المُحبِطة التي تجدُ في كلّ ما سبق فرصةً لتعفي نفسها من تنظيم فعالية تليق باسم وتاريخ من شاركوا فيها.

وبعد دورتين سابقتين كانتا أشبه بتقزيم رسمي للفنّ بكلّ معانيه. فكما يُقال "حسبكَ من الشرّ سماعه"، إذ يكفي أن نُذكّر بعنوانَي هاتين الدورتين الطنّانين: "صوت الصمود" (2020) و"شمس لبنان ما بتغيب" (2021)، لنعرف أنّ النتائج كانت مخيّبة بالفعل.

لكن بعيداً عن النظر في المعوّقات، فالمهرجان اليوم قد عاد ويستمرّ حتّى السابع عشر من الشهر الحالي، إذ افتتحت الفنّانة سميّة بعلبكي (1970) الأمسية الأولى، بجرعة ثقيلة من الطرب الأصيل تصادت مع عراقة المكان ورافقها في الحفل شقيقها المايسترو لبنان بعلبكي وأوركسترا "سيدة اللويزة"، بهذا بدتِ الانطلاقة تتويجاً للتحضيرات الطويلة التي أجرتها بعلبكي وفرقتها، حتّى يكون كل شيء على أتمّ وجهٍ له، وهذا ما حدث بالفعل نتيجة الانطباعات الطيبة التي تركها جمهور الحفل من خلال مواقع التواصُل الاجتماعي.

إظهار التنوّع ولو جاء ذلك شكلياً وعلى حساب المضمون

أمّا الليلة الثانية فأحيتها فرقة "أدونيس" يوم الأحد الماضي، وقد نقلت الجمهور من جوّ الموسيقى الشرقية إلى "الروك". ورغمَ أنّ الفرقة تأسّست قبل ما يزيد على عشر سنوات إلّا أنّها ما زالت تتلمّس خطواتها، ولم تكشف مشاركتُها في المهرجان سوى رغبة المنظّمين في إظهار التنوّع ولو جاء ذلك شكلياً وعلى حساب المضمون.

من جهة أُخرى انتظر جمهور المهرجان المشاركةَ الدولية حتّى الحفلة الثالثة التي اُقيمت يوم الإثنين، وأحياها عازف الغيتار الإسباني خوسيه كيفيدو بصحبة فرقته Bolita. وتُختتم أمسيات بعلبك يوم الأحد المُقبل مع عازف البيانو اللبناني - الفرنسي سيمون غريشي.

ويقودنا الحديث عن "مهرجان بعلبك" إلى "مهرجان بيت الدين" الذي انطلقت أول نسخة منه عام 1984، إذ طالما اعتبر كلا المهرجانين حدثاً فنّياً مرتقباً. ومع أنّ "مهرجانات بيت الدين" قد أسدلت الستارة على دورة أخيرة عام 2019، إلّا أنّها تعود هذا العام بنسخة لبنانية مُصغّرة، والجيّد فيها أنّها مجّانية بالكامل في خُطوة وُصفت بالتشجيعية - على عكس أسعار بطاقات "مهرجان بعلبك" التي تراوحت بين 300 ألف و900 ألف ليرة - حيث تنطلق اليوم عند الثامنة مساء بحفل عنوانه "إنّه المكان الذي ينفذ إليه الضوء" لفرقة Les Cordes Résonnantes.

 كما تنتظم أيضاً أمسيتان إضافيتان حيثُ تُحيي المغنّية دالين جبور حفلاً للموسيقى الشرقية يوم الجمعة المقبل، في حين يُوقّع حفل الختام الموسيقي اللبناني - الأرمني غي مانوكيان يوم الأحد المُقبل.

المساهمون