يان ماتيكو.. استعادة عالم الفلك كوبرنيكوس

يان ماتيكو.. استعادة عالم الفلك كوبرنيكوس

13 مايو 2021
(لوحة "كوبرنيكوس")
+ الخط -

في عام 1873، رسَم الفنان التشكيلي البولندي يان ماتيكو (1838 – 1893) لوحته الشهيرة "كوبرنيكوس" (أو محادثات مع الله)، التي يصوّر فيها مواطنه عالم الفلك (1473 – 1543) وهو يراقب السماء من شرفة مرصده بجانب برج الجرس، بالقرب من كاتدرائية في مدينة فرومبورك البولندية.

اثنان من أبرز الشخصيات في تاريخ بولندا يرتبطان بهذا العمل الفني الذي يعرضه "الغاليري الوطني" في لندن السبت، الثاني والعشرون من الشهر الجاري، بعد إعادة افتتاحه مع العديد من المؤسسات والصالات الفنية البريطانية التي أغلقت بعد موجة فيروس "كوفيد – 19" الأخيرة، ويتواصل عرضها حتى الثاني والعشرين من آب/ أغسطس المقبل.

استعيرت اللوحة من "جامعة جاغيلونيان" في كراكوف، التي تعدّ واحدة من أقدم الجامعات الأوروبية في القرن الرابع عشر. ورغم أن ماتيكو غير معروف خارج بلاده إلا أنه يحتل مكانة بارزة في تاريخ بلاده، بسبب توثيقه لأشهر المعارك التي خاضتها الجيوش الأوروبية في عصره.

رُسم العمل بمناسبة مرور أربعمئة سنة على مولد عالم الفلك البولندي كوبرنيكوس

ورسم هذا العمل احتفاء بمرور أربعمئة عام على مولد كوبرنيكوس، في محاولة منه لرد الاعتبار للعالم الذي صاغ نظرية مركزية الشمس، وكون الأرض جرماً يدور في فلكها، كما دوّن ذلك في كتابه "حول دوران الأجرام السماوية"، واعتُبرت نظرية مؤسسة للنهضة الأوروبية بعد قرون من انتشار الخرافة في القارة العجوز، ومن المعروف أن نظريته هذه أثارت غضب الكنيسة آنذاك، إذ حظرت كتبه وتعاملت معها بوصفها هرطقة.

في مرسمه، بدأ ماتيكو العمل على لوحته في صيف سنة 1872 سعياً لرد الاعتبار لكوبرنيكوس، واشتغلها بداية بأقلام الرصاص ثمّ استخدم الألوان الزيتية في طلائها، حيث يظهر عالم الفلك البولندي محاطاً بالأدوات التي كان يستخدمها لرؤية الكواكب والأجرام السماوية، في استعادة للحظة التي وصل فيها إلى اكتشافه حقيقة دوران الأرض حول الشمس.

ابتدع الفنان البولندي مشهداً لمرصد كوبرنيكوس الذي لا يُعرف حتى اليوم مكانه بالتحديد؛ حيث ترجّح الروايات أنه في الحديقة القريبة من منزله، لكن اللوحة ابتكرت مكاناً للمرصد بالقرب من كاتدرائية فرومبورك، واعتمدت في تصويرها الحدث رؤية رومانسية، فعالم الفلك يقف في مركزها ويشع الضوء من وجهه، بينما تحيط به خلفية بألوان داكنة، ويبدو أنه في لحظة اكتشافه يناجي الله ويتحاور معه حول حقيقة علمية ستقلب تاريخ العلوم لاحقاً.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون