زيارة ماركس

24 سبتمبر 2015
"قبر ماركس"، أولها بريماك (2011)
+ الخط -

صباح الخير يا عمّ ماركس. جئت في عيد الأضحى هذا لأضع بنفسجة على قبرك. تعرف: أنا هنا غريب، وأنت من معارفي القدامى. قلت أزورك، لأحسّ ببعض الألفة: أنّ واحدة ـ على الأقل ـ من عاداتي لم تنقطع (سأحدّثك عن تلك العادات في مناسبة أخرى).

جئت، لأتثبّت بحاسة اللمس من أثرك الباقي .. حاملاً معي سلامات قديمة من رفاق قضوا، تاركين خلفهم أولاداً ينتمون للنقيض، ومطوّلاتٍ شعرية يعوزها الندى وتفيض بنُبل النيّات.

وكيلا أنسى، جئت حاملاً أيضاً سلاماتٍ من شيوعيين برشلونيين، قرأوا رأس مالك كاملاً في المترو، وتجادلوا في مقاصده وهم يطرطشون على حوافّ المراحيض البلاستيك، في بارك "سيوتايا"، بمناسبة عيد لامارسيه (سأحدّثك عن تلك العادات في مناسبة أخرى).

وجئت، كذلك، لأخبرك عَرَضاً بأنّ بصْمتك على شبكية عيني ـ بعيداً عن هذا الضباب ـ يكاد السُّكَّرُ اللعينُ أن يمحوها، من ضمن أشياء أخرى، قادمة على الطريق.

وجئت، أخيراً، لنضحك قليلاً ـ ربما ـ على رئيس يدخل، في شبابه، فمَ خنزيرٍ نافق، ويتكلم كهلاً، عن مساعدة اللاجئين.

زعلت مني؟ أنا آسف، لم أكن أقصد.

في الزيارة القادمة، سأنتبه جيداً، فثمة عادات للموتى لا نعرفها.

صباح الخير، ومعذرة يا رفيق.

المساهمون