تمثال عبد الوهاب: هان الود

28 فبراير 2016
(التمثال بعد "ترميمه")
+ الخط -

تشويه الأعمال الفنية في مصر تحوّل إلى ظاهرة لكثرة تكرارها، من دون أن تفيد الانتقادات التي يوجّهها الفنانون والإعلاميون أو السخرية اللاذعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي في وضع حدّ لها. هذه المرّة، وصل الدور إلى الموسيقار محمد عبد الوهاب.

في آخر حلقات هذا المسلسل الطويل، أطلّ تمثال "موسيقار الأجيال"، في ميدان باب الشعرية في القاهرة، قبل أيام، وقد اكتسى ألواناً فاقعة؛ بعد تعرّضه إلى "عملية ترميم"، كما أسماها المسؤولون المحليّون الذين استعانوا بتلميذات من إحدى المدارس الثانوية.

هكذا، قرّر "المرمّمون الجدد" أن ينتصب تمثال عبد الوهاب في حارة برجوان بباب الشعرية، حيث نشأ، بوجه ذهبي وبدلة خضراء، في مظهر أثار استياء وسخرية كبيرين على الشبكات الاجتماعية؛ حتّى أن بعضهم اعتبر أن التمثال أصبح، في شكله الجديد، أقرب إلى الرئيس السابق محمد حسني مبارك.

في تعليق له على الموضوع، قال النحات طارق الكومي، الذي أنجز التمثال، وصف من قاموا بتشويهه بأنهم مجموعة من "الصنايعية" وغير المتخصّصين، مضيفاً، في تصريحات صحافية: ""حين يكون رئيس الحي والمحافظ غير مدركَين لقيمة التمثال ويعتبران الواجهة الحضارية أمراً ثانوياً، ستكون ثقافة الإسفاف والفهلوة هي المسيطرة، ما يجعلني غير مستغرب ممّا حدث"، مؤكّداً أن تواصل مع وزير الثقافة ومحافظ القاهرة في محاولة منه لـ "إصلاح الموقف".

وكانت "نقابة التشكيليين" في مصر دعت وزارة الثقافة غير ما مرّة إلى التنسيق معها من أجل "تقديم الدعم الفني في أيّة عملية تطوير تخضع إليها المنحوتات"، لكن طلبها لم يجد آذاناً صاغية.

طبعاً، ليست هذه هي المرّة الأولى التي يجري فيها تشويه منحوتة فنية في مصر بدعوى الترميم؛ فسابقاً طاولت الظاهرة نفسها تمثال العقّاد في أسوان، والذي أنجزه النحّات الراحل فاروق إبراهيم، كما تعرّض تمثال يجسّد رأس نفرتيتي في مدينة سمالوط في المنيا لتشويه أثار استياء التشكيليين وأهالي المدينة وتحوّل إلى مادة للتندرّ، بينما وُضعت في سفاجا منحوتة "عروسة البحر" التي أُجمع أنها تُشبه أيّ شيء إلاّ عروس البحر.

تخريب أو تشويه أو إزالة الأعمال الفنية من الفضاءات العامّة ليس حكراً على مصر؛ فقبل يومين فقط، أُزيلت منحوتة من مدخل مدينة جرش الأردنية للنحّات غسّان مفاضلة في انتظار أن تحلّ محلّها أشجار نخيل، أما في الجزائر، فتعرّض تمثال حجري يجسّد "مؤسّس الدولة الجزائرية الحديثة" الأمير عبد القادر الجزائري في العاصمة إلى التشويه، بعد أن دُهن بلون برونزي.

المساهمون