مع الثقافة الكردية

31 يناير 2017
(زيت على قماش، ناصر قاضي زاده)
+ الخط -

لم يكن القصد من مشاريع التعريب في فترة ما بعد الاستعمار أن توجَّه ضد مكوّنات مجتمعاتنا، المغزى كان مواجهة الاستعمار على جبهة الثقافة. لكن عملية التعريب كثيراً ما شطّت وجارت على الحقوق الثقافية واللغوية لمكوِّنات مجتمعاتنا. وفي ظلّ أنظمة "البعث" صار "التعريب" موازياً للتطهير اللغوي واعتداءً على ثقافة وهوية شركاء لنا في الجغرافيا والتاريخ والمصير.

ثقافة وهوية الكرد هي جزء من هويتنا كحضارة عربية إسلامية، بقدر ما هي هوية متمايزة وينبغي أن تكون مقدّرة بذاتها. إنكار هذه الهوية اتخذته قوى سياسية كردية ذريعة لأخطاء قاتلة تحت وطأة الشعور بالمظلومية.

كرة ثلج من الأخطاء لم تتوقف منذ أيام الإمبراطورية العثمانية إلى اليوم. كرة متدحرجة من الظلم ومن انسداد الآفاق. هل تستطيع الثقافة الوقوف أمامها؟

طالما عملت القوى الاستعمارية على جعل مشروع التحرر الكردي ورقة تلعبها ضد مشاريع التحرّر والاستقلال العربية، في حين نحلم نحن أن يكون التحرر الكردي شريكاً لمشروع التحرر العربي.

نعي أن الكرة ما زلت تتدحرج، لكننا نعرف أيضاً أن شمس التاريخ موجودة وراء الغيم ودخان الحرائق.

أُخوّة الكرد والعرب ليست شعاراً قديماً بل هي واقع ومسؤولية، وإذا كان القلب أكبر من اللسان - بتعبير صغرى بنات الملك لير، فحريٌّ بالفعل أن يكون أبلغ من الكلام.

دلالات
المساهمون