"مهرجان الزمن الجميل": هروب إلى الأغنية

13 اغسطس 2017
(بنغازي، تصوير: عبد الله دومة)
+ الخط -
في مشهد تتكرّس فيه الانقسامات التي لا تجد ما يعبّر عنها سوى العنف، يبدو استذكار الماضي مفهوماً لدى الليبيين، وربما تحضر الأغنية في المقام الأول بوصفها إحدى التعبيرات التي تعكس ذاكرة جمعية لا تزال مؤثّرة وتشير إلى لحظة غيّبها التشاحن والسلاح.

في هذا السياق، يحتضن "مسرح الطفل" في مدينة بنغازي فعاليات الدورة الأولى من "مهرجان الزمن الجميل" الذي ينطلق مساء غدٍ ويتواصل لثلاثة أيام.

يكرّم المنظّمون عدّة شخصيات موسيقية، هم: إبراهيم فهمي، وياسر نجم وأحمد فكرون وناصر المزداوي، وسيرأس المهرجان الشاعر فرج المذبل الذي غنّى كلماته العديد من المطربين الليبيين منذ سبعينيات القرن الماضي.

ازدهرت الأغنية الليبية بعد تأسيس إذاعة طرابلس في الخمسينيات، وظهرت تجارب عديدة في العقود التالية حاولت تجديد التراث، ومنهم عازف القانون إبراهيم فهمي (1943) الذي لحّن عشرات المقطوعات الأكثر شهرة إلى يومنا هذا مثل "هز الشوق حنايا الخاطر"، و"زاهيات معاك أيامي"، و"‬ونست عيني السّاهرة المشتاقة‮".

أما ياسر نجم فقد تنوّعت تجربته، حيث قدّم العديد من أغاني الأطفال إلى جانب تلحينه العديد من القصائد لشعراء شعبيين. تبدو تجربة أحمد فكرون (1953) مختلفة فهو كاتب ومغنٍ وملحن أسّس فرقة موسيقية في مدينته بنغازي عام 1970، قبل أن يغادرها متنقلاً بين لندن وبيروت وروما وباريس ويقدّم عشرات الأعمال، منها: "بيروت يا بيروت"، و"شوارع المدينة"، و"عيونك".

منذ بداياته اتجه المزداوي (1950) نحو مزج الموسيقى الشرقية بإيقاعات غربية، ابتدأ بتأليف ألحانه الخاصة على آلة الغيتار، وراجت أغانيه في السبعينيات في مصر، وأصدر ألبومات عدّة، منها: "فرقة النسور"، و"أنغام شعبية"، ثم انقطع فترة بسبب هجرته إلى أميركا على خلفية تأييده لاحتجاجات شعبية حدثت عام 1984، ليعود مرة أخرى إلى الغناء نهاية التسعينيات.

هل تنجح هذه التظاهرة في استعادة الزمن الجميل، أم أنها مجرّد تكريم عابر لمجموعة من المبدعين الذين لم ينالوا حظوة سواء في عهد النظام السابق، أو في زمن اقتتال الإخوة؟

دلالات
المساهمون