الواقعي والمتخيل: المنمنمات الإسلامية كمصدر معرفي

26 نوفمبر 2018
(مقطع من منمنمة عثمانية)
+ الخط -

تحت عنوان "ثقافي: واقعي أو متخيل" يلقي أستاذ تاريخ الفن والباحث الإيطالي جيوفاني كوراتولا، محاضرة عند السابعة من مساء اليوم الإثنين في "دار الآثار الإسلامية" في الكويت، يتناول فيها المنمنمات كمصدر معرفي في تاريخ الفن الإسلامي.

يتناول كوراتولا، في المحاضرة، أساليب رسم المنمنمات والفروق بين الفارسية منها والتركية، ومضامينها المختلفة، ودورها التاريخي التوثيقي إلى جانب جمالياتها الفنية.

سبق لكوراتولا، أستاذ علم الآثار والآثار الإسلامية في "جامعة أوديني"، أن ألقى عدّة محاضرات في الدار تناول فيها جوانب مختلفة من تاريخ الفن في الحضارة الإسلامية، فتوقّف عند العمارة والزخرفة والعلاقة بين الفن الإسلامي والأوروبي، وبشكل خاص الإيطالي.

كتب المحاضر عدّة مؤلفات في هذا السياق، من أبرزها "الفن التركي والعمارة"، وهو مجلد ضخم يتضمّن سرداً حيوياً لما يقرب من ألف عام من الفن الإسلامي في تركيا، ويتناول أثر التفاعل الغربي والشرقي على الفن العثماني.

يكشف الباحث أيضاً عناصر فنية مقتبسة من الفن الفارسي فيه، وأخرى من فنون بلدان حوض البحر المتوسط المختلفة، إلى جانب التطرّق إلى عمارة السلاجقة ويتتبع تاريخ الفنون الزخرفية في تركيا، والتي تضمّنت السجاد المزخرف والمخطوطات والمنمنمات، والدروع، والسيراميك.

كتابه الثاني الذي يتناول فيه المنمنمات بتوسّع هو "الفن والعمارة في بلاد فارس"، وفيه يكتب كوراتولا نصاً عميقاً بخلفيات تاريخية وثقافية مفصلة عن الفن والهندسة المعمارية في واحدة من أقدم المناطق في العالم.

يقدّم الكتاب قراءات جديدة في العمارة والآثار والقصور والمنحوتات والسجاد والزخارف والرسومات، ويقف عند تأثير الفن الإسلامي على العمارة، حيث انتقلت الزخرفة المعمارية إلى الواجهة مع تأثيرات لونية جديدة.

من أبرز كتب كوراتولا أيضاً، "فن وعمارة ما بين النهرين"، وفيه مسح مصوّر وغني للإنجازات الفنية لثقافة بلاد ما بين النهرين من السومريين وصولاً إلى العصر الإسلامي.

يدرس جيوفاني الآثار السومرية، ويفرد فصلاً لتأثير هذه الحضارة على الفن اليوناني، ويقف كذلك عند الأثر الفارسي والساساني، ويخصّص فصلاً للفترة الإسلامية وتأثيرها في العمارة في تلك المنطقة من حيث بناء المساجد ودخول صناعة الإرابيسك والفن الزخرفي.

المساهمون