"دون كيشوت تونس": القمع في زمنين

24 اغسطس 2019
(من المسرحية)
+ الخط -
في الوقت الذي يبدو فيه مشروع العدالة الانتقالية في تونس، بما يتيحه من إعادة فهم أشكال القمع ما قبل 2011، معطلاً بسبب التجاذب السياسي أو البيروقراطية الإدارية والقضائية.

لكن بعض الأشكال الفنية تقترح فضاء موازياً لفهم ما حدث من خلال إعادة تركيبه سردياً، من ذلك مسرحية "دون كيشوت تونس أو حب تحت المراقبة" للمخرج التونسي معز العاشوري التي تعرض غداً على خشبة "الكرّاكة" في حلق الوادي بالقرب من تونس العاصمة.

تعود المسرحية إلى عامي 2004 و2005، وهي فترة عرفت فيها تونس ذروة السطوة البوليسية. يتجلّي ذلك من خلال شخصية الشرطي الذي يقع في حبّ ممثلة تعيش علاقة عاطفية مع مخرج مسرحي يستعدّ لإطلاق عمل بعنوان "دون كيشوت تونس"، يستغلّ الشرطي الظرف السياسي فيوقع المخرج في تهمة الإرهاب لإبعاده عن الفتاة التي يحبّها.

في جزء آخر من المسرحية، تلتقي الشخصيات مجدّداً، في استوديو لإعادة رواية ما حدث، لكن هذه المرة بعد الثورة حيث تتغيّر تركيبة العلاقات بين الشخصيات، وفي الوقت الذي يبدو فيه الجميع مقبلاً على طيّ الصفحة والاعتراف بالأخطاء، يجد فريق استوديو التصوير نفسه تحت ضغوطات تجعله يحاول التأثير في مواقف الشخصيات: إنها لعبة جديدة بقواعد مختلفة تعيد إنتاج العلاقات الصدامية بين الشخصيات، وهو وضع يجعل الكشف عن الحقيقة، أو على الأقل الاستفادة منها في الحاضر، مستحيلاً.

تعتمد المسرحية على عناصر متعددة تؤلّف بينها، فتستفيد من الأدوات الصحافية مثل التقارير المصوّرة والريبورتاج والبث المباشر، وكذلك من الأداء الجسدي في تنويعات مختلفة مثل الرقص وفنون السيرك وغيرها.

يؤدّي أدوار العمل كل من: هند الغابري وبشير الغرياني ورامي الشارني وخليل بن مصطفى وجميلة كمارا وورضوان شلباوي ومعز العاشوري ومحمد سفينة وزينب محمد، فيما ألّف الموسيقى منصف بن مسعود، وأعد السينوغرافيا سندس بالأصفر.

المساهمون