رحيل سعيد مرزوق: وداعاً أيتها الرقابة

13 سبتمبر 2014
+ الخط -

رحل، اليوم السبت، المخرج المصري سعيد مرزوق، عن 74 عاماً، في مستشفى "المعادي" العسكري الذي قضى فيه أيامه الأخيرة. وكانت أخبار مرزوق الأخيرة، الطالعة من غرفته في المستشفى، تشي بحزن ورغبة في الانعزال بانتظار الموت، هو الذي أقعده خطأ طبي قبل 4 سنوات، وتنقل بين عدة مستشفيات، قبل أن ينتهي به الحال في "المعادي".

أنجز سعيد، المولود عام 1940، 13 فيلماً حجزت له مقعداً بين أهم أبناء جيله من المخرجين المصريين، وصنّف بعضها ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما في بلاد النيل.

بدأ الراحل تجربته السينمائية بالعمل مساعداً للمخرج إبراهيم الشقنقيري، قبل أن يخرج عدداً من الأفلام القصيرة التسجيلية التي انتزعت جوائز محلية وعالمية، مثل "أعداء الحرية" (1967) و"طبول" (1968)، و"دموع السلام" (1970).

ورغم عدم دراسته السينما، أو أي حقل أكاديمي آخر، إلا أن سعيد، الشاب، استطاع حفر اسمه مبكراً في تاريخ السينما المصرية مع شريطه الروائي الأول "زوجتي والكلب" (1971)، المقتبسة قصته من مسرحية "عطيل" لشكسبير. وقد تحول الفيلم، الذي قام ببطولته نور الشريف ومحمود مرسي وسعاد حسني، إلى أيقونة سينمائية مصرية فور عرضه.

بعد ذلك بأربع سنوات، سينتهي المخرج الراحل من شريطه "أريد حلاً"، الذي سيحدث ضجيجاً في المجتمع المصري، وسيدفع الدولة إلى مناقشة بعض قوانين الأحوال الشخصية المتعلقة بالمرأة. الفيلم الذي قامت ببطولته فاتن حمامة مع رشدي أباظة، ساهم في منح المرأة المصرية، لاحقاً، حقوقاً لم تكن متاحة لها، بينها الحق في رفض الحياة مع رجل لا ترغب في البقاء معه.

في العالم التالي، 1976، قدم سعيد شريطه الشهير "المذنبون"، عن قصة لنجيب محفوظ. ومثلما تسببت قصة الكاتب المصري بضجيج كبير إبان صدورها، فإن الفيلم قوبل أيضاً بضجيج مماثل لمحاولته الكشف عن مظاهر الفساد في المجتمع المصري المعاصر. وشكلت الدولة لجنة للنظر في الفيلم، خلصت إلى حذف العديد من مشاهدته قبل إقرار عرضه.

وتلا هذين الشريطين الصاخبين عدد من الأعمال المجددة التي ناقشت المجتمع وحالة الفساد والتسلّط فيه وكذلك وضع المرأة، مثل "الدكتورة منال ترقص"، و"هدى ومعالي الوزير"، و"المرأة والساطور"، و"المغتصبون". هي أفلام وضعت المخرج الراحل في اشتباك دائم مع الرقابة والمحظور السياسي والاجتماعي.

دلالات
المساهمون